مرحبا بك في موقع رؤيا الإخباري لتطلع على آخر الأحداث والمستجدات في الأردن والعالم

ارشيفية

1
Image 1 from gallery

انهيار محادثات السلام اليمنية قبل انطلاقها

نشر :  
19:07 2018-09-08|

انهارت محادثات منتظرة منذ مدة طويلة بين طرفي النزاع في اليمن السبت حتى قبل انطلاقها بعدما رفض الحوثيون السفر إلى جنيف بينما اندلع القتال مجددا على الأرض. 

وقال مبعوث الأمم المتحدة إلى اليمن مارتن غريفيث إنه أجرى "مشاورات مثمرة" مع الوفد الذي يمثل حكومة الرئيس عبد ربه منصور هادي لكنه أقر بأنه لم ينجح في إقناع وفد المتمردين الحوثيين بالقدوم إلى جنيف. 

وقال للصحافيين "لم نتمكن من إقناع (...) وفد صنعاء بالقدوم الى هنا. لم ننجح بذلك بكل بساطة"، مصرا مع ذلك على أن الجهود ستتواصل ليجتمع الطرفان. 

وكان من المتوقع أن تنطلق المحادثات، التي كانت ستشكل أول لقاء بين الطرفين المتحاربين في اليمن منذ سنتين، رسميا الخميس. 

لكن الحوثيين المدعومين من إيران الذين يخوضون حربا دامية ضد الحكومة التي تدعمها السعودية رفضوا مغادرة صنعاء ما لم تف الأمم المتحدة بعدة شروط بينها ضمان العودة الآمنة لوفدهم من جنيف إلى صنعاء. 

واتهموا التحالف الذي تقوده السعودية بالتخطيط لاحتجاز الوفد في جيبوتي حيث من المقرر أن تتوقف طائرتهم في طريقها إلى جنيف. 

وأشار الحوثيون إلى خشيتهم من تكرار ما حدث في 2016 عندما انهارت المحادثات التي استمرت 108 أيام في الكويت واحتجز وفد الحوثيين في عُمان مدة ثلاثة أشهر بسبب الحظر الجوي الذي يفرضه التحالف. 

وازداد الوضع تعقيدا مع اندلاع القتال مجددا على الأرض الجمعة إثر تضييق القوات المدعومة من التحالف الخناق على مدينة الحديدة المطلة على البحر الأحمر والتي يسيطر عليها الحوثيون. وكان من المتوقع أن تكون المعركة من أجل الحديدة بين أبرز المواضيع التي ستتم مناقشتها في جنيف. 

- إرضاء الحوثيين -
من جهته، اتهم وزير الخارجية اليمني خالد اليماني السبت المتمردين بالعمل على "إفشال المشاورات" وبـ"اللامسؤولية والاستهتار". 

واعتبر أن غيابهم عن جنيف ناجم عن قلقهم من خسارة المناطق الخاضعة لسيطرتهم. 

وانتقد كذلك غريفيث الذي اعتبر أنه يعمل على "ترضية الجانب الانقلابي والتماس الأعذار له" من خلال رفضه تحميلهم مسؤولية فشل المحادثات بشكل مباشر. 

وردا على سؤال حول الجهة التي تتحمل مسؤولية إجهاض المفاوضات قبل أن تبدأ، قال غرفيث "ليس واجبي أن ألفت إلى الأخطاء بل التوصل إلى تسوية".

وندد اليماني بالمواقف الصادرة عن الموفد الدولي حيث أكد أنه خلال لقاءاته مع الفريق الحكومي، كانت تصريحات غرفيث "تنم عن عدم الرضا" عن سلوك الحوثيين. ولكن علنا فإن غريفيث "يلتمس الأعذار لهم"، بحسب وزير الخارجية اليمني.

وقال إن عدم الضغط على الحوثيين شجعهم "على الاستهتار بالجهود الدولية".

- "مرحلة حساسة" -
ورغم السجال، أعرب غريفيث عن اعتقاده هذا الأسبوع بأن محادثات جنيف ستقدم "بارقة أمل" للشعب اليميني، أكد السبت مجددا أن أمله لم يخب. وأوضح أن "إعادة إطلاق (أي مفاوضات) يعد مرحلة حساسة وهشة للغاية". 

وأكد "لا أعتبر ما حصل انسدادا فعلياً للعملية" السياسية. 

وأشاد بـ"التقدم الجيد" الذي حققته المحادثات خلال الأيام الأخيرة مع الوفد الحكومي في ما يتعلق بإجراءات بناء الثقة، بما في ذلك مسائل متعلقة بتبادل الأسرى وإعادة فتح مطار صنعاء. 

وقال غريفيث إنه سيسافر إلى مسقط وصنعاء خلال الأيام المقبلة لوضع الأسس لإجراء محادثات مستقبلية. لكنه ألمح إلى أنه قد ينخرط في البداية بمحادثات منفصلة مع الجانبين. 

وأضاف "لا يزال من المبكر جدا القول متى ستُعقد المشاورات المقبلة".

ويواجه غريفيث مهمة في غاية الصعوبة لإنهاء نزاع فشلت جميع الجهود الدولية السابقة في حله. فهو المبعوث الثالث للأمم المتحدة إلى اليمن منذ العام 2014، عندما اجتاح الحوثيون العاصمة صنعاء حيث أجبروا حكومة هادي على الفرار. 

وقتل نحو عشرة آلاف شخص منذ تدخلت السعودية والدول المتحالفة معها لدعم الحكومة اليمنية في 2015، ما أدى إلى أزمة إنسانية متفاقمة تصفها الأمم المتحدة بأنها الأسوأ في العالم.