الاحتلال يتهم إيران بقصفها من سوريا للمرة الأولى منذ بدء النزاع

عربي دولي
نشر: 2018-05-10 07:47 آخر تحديث: 2018-05-10 07:47
صور من سانا لقصف الاحتلال ومحاولة اعتراض الصواريخ
صور من سانا لقصف الاحتلال ومحاولة اعتراض الصواريخ

اتهمت حكومة الاحتلال إيران باستهدافها بالصواريخ انطلاقاً من سوريا وردت عبر قصف عشرات المواقع العسكرية التي قالت إنها إيرانية في هذا البلد المجاور، في تصعيد غير مسبوق.

وهي المرة الأولى التي تتهم فيها دولة الاحتلال إيران باستهدافها من سوريا منذ بدء النزاع في هذا البلد قبل ثماني سنوات، في تصعيد يأتي في خضم التوتر القائم بين الولايات المتحدة وإيران بعد إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترمب انسحاب بلاده من الاتفاق النووي الإيراني.

وأسقط الجيش السوري عشرات الصواريخ التابعة للاحتلال، وفق ما أعلنت دمشق مشيرة في الوقت ذاتها أن بعضها استهدف مواقع عسكرية لم تحدد مناطق تواجدها.

وأعلنت حكومة الاحتلال صباح الخميس أنها ضربت "عشرات" الأهداف العسكرية الإيرانية من بينها منشآت استخباراتية ولوجستية ومستودعات، مؤكدة في الوقت ذاته أنها لا تسعى للتصعيد العسكري مع إيران في سوريا.

وبدأ التصعيد عند منتصف الليل في جنوب سوريا قبل أن يتوسع لاحقاً.

وبداية أعلن جيش الاحتلال أنه رد على "هجوم إيراني" بالصواريخ والقذائف استهدف الجزء المحتل من هضبة الجولان دون أن يوقع ضحايا، بعدما افأد الأعلام الرسمي السوري عن قذائف مصدرها من الاحتلال استهدفت مدينة البعث في محافظة القنيطرة جنوباً.


اقرأ أيضاً : قصف قواعد عسكرية للاحتلال في الجولان بـ 20 صاروخا


وقال المتحدث باسم جيش الاحتلال اللفتنانت كولونيل جوناثان كونريكوس "أُطلِقت الصواريخ بعيد منتصف الليل (21,00 ت غ الأربعاء) من جانب عناصر فيلق القدس باتجاه الخطوط الأمامية للجيش الإسرائيلي في الجولان".

وأكد المتحدث أنّ جيش الاحتلال يأخذ "هذا الهجوم الإيراني ضد إسرائيل بجدية بالغة".

وبعد دقائق، أعلن الأعلام السوري عن تصدي الدفاعات الجوية لدفعة أولى من صواريخ الاحتلال في منطقة القنيطرة.

ووسط التصعيد في الجنوب، أفادت مراسلة فرانس برس في دمشق عن سماع دوي انفجارات ضخمة استمرت لساعات عدة. ونقل التلفزيون الرسمي السوري بثاً مباشراً قال إنه يظهر تصدي الدفاعات الجوية للصواريخ.

وكتب المتحدث باسم الجيش أفيخاي ادرعي على حسابه على تويتر أن جيش الاحتلال "يتحرك في هذه اللحظات ضد أهداف إيرانية في سوريا"، مضيفاً أن "أي تورط سوري ضد هذا التحرك سيواجه ببالغ الخطورة".

إلا أن مصدراً عسكرياً سورياً أعلن وفق سانا "إسقاط عشرات الصواريخ التابعة للاحتلال في الأجواء السورية خلال تصدي دفاعاتنا الجوية لها"، قبل أن يقول في وقت لاحق أن بعضها "يصيب أهدافه".


اقرأ أيضاً : صفارت الإنذار تدوي في الجولان المحتل بعد قصف الاحتلال لمدينة البعث السورية


- استهداف مواقع قرب دمشق –

واستهدفت صواريخ الاحتلال، وفق ما نقلت وكالة الأنباء السورية الرسمية عن مصدر عسكري، "كتائب الدفاع الجوي والرادار ومستودع ذخيرة" من دون تحديد موقعها.

وأوضح مصدر من القوات الموالية لدمشق لوكالة فرانس برس أن "بعض الصواريخ استهدف مواقع في ريف دمشق بينها فوج الدفاع الجوي قرب الضمير" في القلمون الشرقي قرب دمشق. 

وأكد مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبد الرحمن أن صواريخ الاحتلال استهدفت مواقع عدة إيرانية وتابعة لحزب الله اللبناني في جنوب البلاد ووسطها وفي محيط دمشق.

وقال لفرانس برس أن "الصواريخ طالت مواقع عدة في محيط دمشق، بينها في بلدة معضمية الشام حيث يتواجد حزب الله والإيرانيون"، كما استهدفت "مواقع يعتقد أنها تابعة لحزب الله جنوب غرب مدينة حمص (وسط)، وأخرى تابعة للحزب ذاته في المثلث الواصل بين ريف دمشق الجنوبي ومحافظتي درعا والقنيطرة" جنوباً.

ومنذ بدء النزاع في سوريا في 2011، قصف جيش الاحتلال مرارا أهدافاً عسكرية للجيش السوري أو أخرى لحزب الله في سوريا، لكن الاستهداف طال مؤخراً مواقع يتواجد فيها إيرانيون.

ويقاتل في سوريا منذ سنوات مقاتلون إيرانيون ومن حزب الله اللبناني الى جانب الجيش السوري، وساهموا في معارك عدة في تغيير المعادلة على الارض لصالحه.

ولطالما كررت حكومة الاحتلال أنها لن تسمح لإيران بترسيخ وجودها العسكري في سوريا.

ويأتي التصعيد الجديد غداة مقتل 15 مقاتلاً موالياً للنظام نصفهم ايرانيون في ضربة صاروخية استهدفت مستودع ذخيرة تابع "للحرس الثوري الإيراني" في منطقة الكسوة في ريف دمشق الجنوبي، وفق ما افاد المرصد السوري.

وقال الأعلام الرسمي في حينه إن الدفاعات الجوية السورية تصدت لصاروخين تابعين للاحتلال.

- استنفار جنوباً –

وكان جيش الاحتلال أعلن الثلاثاء انه طلب من السلطات المحلية في هضبة الجولان المحتلة ان تفتح وتحضر الملاجىء المضادة للصواريخ بسبب "انشطة غير مألوفة للقوات الايرانية في سوريا" في الجهة الاخرى من خط التماس.

وقال إنه "تم نشر منظومات دفاعية كما ان قوات الاحتلال في حالة استنفار قصوى في مواجهة خطر هجوم".

ولا تزال سوريا والاحتلال رسمياً في حالة حرب رغم أن خط الهدنة في الجولان بقي هادئا بالمجمل طوال عقود حتى اندلاع النزاع في سوريا في العام 2011.

وتشهد الجبهة السورية توتراً شديداً بين إيران وحزب الله من جهة ودولة الاحتلال من جهة ثانية.

ويتزامن التصعيد الجديد وغير المسبوق بعد اعلان الرئيس الأميركي دونالد ترمب في الثامن من الشهر الحالي انسحابه من الاتفاق النووي الإيراني، الذي وقع مع القوى الكبرى العام 2015، وإعادة فرض عقوبات على الجمهورية الإسلامية.

وكانت حكومة الاحتلال أول الداعمين للقرار الذي وصفته بـ"الشجاع"، واثار في المقابل خشية المجتمع الدولي وعلى رأسها الدول الموقعة على الاتفاق وهي فرنسا وبريطانيا وروسيا والصين بالاضافة الى المانيا.

وأعلن الرئيس الايراني حسن روحاني انه سينتظر بضعة أسابيع لاستئناف "التخصيب الصناعي اللامحدود إذا لزم الامر" على ضوء محادثات مع الدول الاخرى المشاركة في الاتفاق.

وحذّرت تركيا من أن يتسبب قرار ترمب "بعدم الاستقرار وبنزاعات جديدة".

أخبار ذات صلة

newsletter