مرحبا بك في موقع رؤيا الإخباري لتطلع على آخر الأحداث والمستجدات في الأردن والعالم

من داخل عمليات الاقتراع في لبنان

1
Image 1 from gallery

اللبنانيون يترقبون نتائج الانتخابات البرلمانية

نشر :  
08:06 2018-05-07|

يترقب اللبنانيون صدور نتائج أول انتخابات برلمانية شهدتها البلاد منذ تسع سنوات، ويتوقع أن يكرس حزب الله بموجبها دوره بوصفه القوة الأكثر نفوذاً في المعادلة السياسية.

وشارك أقل من نصف الناخبين المسجلين في لبنان في عملية الاقتراع التي جرت للمرة الأولى بموجب قانون جديد يقوم على النظام النسبي، ما دفع القوى السياسية الى تحالفات غير تقليدية جمعت حتى بين الخصوم. لكنه منح في الوقت ذاته الأمل للمجتمع المدني بدخول البرلمان للمرة الأولى.  

وأقفلت مراكز الاقتراع أبوابها عند الساعة السابعة مساء (16,00 ت غ) بعد 12 ساعة من فتحها أمام الناخبين، لتبدأ عملية الفرز اليدوية ثم الإلكترونية.

وأعلن وزير الداخلية نهاد المشنوق منتصف ليل الأحد الاثنين أن "نسبة المشاركة بلغت 49,20 في المئة، مقارنة مع 54 في المئة العام 2009"، معتبراً أن "عملية الانتخاب كانت بطيئة جداً" نتيجة القانون الجديد بعد عقود اعتمد فيها لبنان النظام الأكثري.

وقال "هذا قانون جديد والناخبون لم يعتادوا عليه ورؤساء المراكز لم يعتادوا عليه".

ومن المتوقع أن تصدر النتائج الرسمية في وقت مبكر صباح الإثنين بحسب المشنوق، إلا أن بعض الماكينات الانتخابية سارعت إلى إعلان فوزها في دوائر عدة من أصل 15 دائرة معتمدة، أبرزها في مناطق نفوذ ما يُعرف بـ"الثنائي الشيعي" أي حزب الله وحركة أمل. وفي بيروت كما في مناطق عدة، خرج مناصرو الأحزاب التقليدية للاحتفال بفوز مرشحيهم.

ويتوقع محللون أن يكون حزب الله المدعوم من ايران "المستفيد الأكبر" من نتائج الانتخابات.

وقال استاذ العلوم السياسية في الجامعة اليسوعية كريم مفتي لوكالة فرانس برس "حزب الله في طريقه لأن يكون مؤثراً في عملية صنع القرار، ولكن ذلك سيعتمد أيضاً على التحالفات التي سينسجها أو يجددها".

في المقابل، قد يخسر رئيس الحكومة ورئيس تيار المستقل سعد الحريري بعض المقاعد وفق مفتي، لكن "ذلك لن يهدد إعادة تكليفه رئيساً للحكومة".

وجرت هذه الانتخابات للمرة الاولى منذ العام 2009، بعدما مدد البرلمان ولايته ثلاث مرات متتالية بحجة الانقسامات السياسية والمخاطر الأمنية على خلفية النزاع السوري. وهي تُعد أحد مفاعيل التوافق السياسي الذي أتى في العام 2016 بميشال عون، حليف حزب الله، رئيسا للجمهورية بعد نحو سنتين من الفراغ في سدة الرئاسة، ثم بالحريري رئيسا للحكومة.

- "حزب الله المستفيد" -

ودفع قانون الانتخاب الجديد غالبية القوى السياسية الى نسج تحالفات خاصة بكل دائرة انتخابية حتى بين الخصوم بهدف تحقيق مكاسب أكبر. وفي معظم الأحيان، لم تجمع بين أعضاء اللائحة الواحدة برامج مشتركة أو رؤية سياسية واحدة، إنما مصالح آنية انتخابية، الأمر الذي أثار انتقادات شريحة واسعة من الناخبين.

والثابتة الوحيدة في التحالفات الانتخابية هي اللوائح المشتركة بين حزب الله وحركة امل، بما يكرس الى حد بعيد احتكارهما للتمثيل الشيعي.

ورأى أستاذ العلوم السياسية في الجامعة اللبنانية الأميركية في بيروت عماد سلامة لفرانس برس "التحالفات البرلمانية ستشبه التحالفات الانتخابية الحاصلة اليوم"، مضيفاً "لن يكون هناك تكتلات واضحة المعالم أو تحالفات طويلة أو ثابتة، بل +بلوكات متحركة+ يتم اعتمادها بحسب كل موضوع".

واعتبر أن "حزب الله سيستفيد من موضوع عدم وجود تحالف عريض مواجه له (...) ومن شرعنة دولية من دون تقييد حركته العسكرية والسياسية في المنطقة".

ولطالما شكل سلاح حزب الله المدعوم الذي يقاتل الى جانب قوات النظام في سوريا، مادة خلافية بين الفرقاء اللبنانيين. لكن الجدل حول سلاحه تراجع الى حد كبير قبل الانتخابات بفعل "التوافق السياسي" القائم حاليا.

- أمل للمجتمع المدني -

وبلغ عدد الناخبين المسجلين على لوائح الشطب أكثر من 3,7 ملايين شخص. وتنافس 597 مرشحاً بينهم 86 امرأة للوصول الى البرلمان الموزع مناصفة بين المسيحيين والمسلمين في البلد الصغير ذي التركيبة الطائفية الهشة والموارد المحدودة.

ولم يلب إقبال المواطنين طموحات الأحزاب السياسية التي سارعت إلى شد عصب قواعدها قبل ساعات قليلة على إقفال مراكز الاقتراع.

وابدى المشنوق استغرابه لعدم الاقبال الكثيف على صناديق الاقتراع، على رغم اقرار اول قانون نسبي بعد عشرات السنوات من القانون الأكثري.

وتعبر فئات واسعة من اللبنانيين عن خيبة أمل من تكرر الوجوه ذاتها وخوض القوى التقليدية نفسها المعركة، علما انها لم تنجح على مدى عقود في تقديم حلول للانقسامات السياسية والمشاكل الاقتصادية والمعيشية التي يعانيها لبنان.


وتوقعت الماكينة الانتخابية لتحالف "كلنا وطني"، الذي يضم 66 مرشحاً عن المجتمع المدني الفوز بمقعد أو اثنين في احدى دوائر بيروت على الأقل، لتكون المرة الأولى التي يدخل فيها مرشحون مستقلون من خارج الاصطفاف السياسي الى البرلمان.

وقال الكسندر صالحة (30 عاماً)، وهو متطوع مع حملة "كلنا وطني"، "نتطلع قدماً الى الانتخابات المقبلة ونأمل حقيقة أن يكون التغيير قد بدأ".

وأضاف "اذا حصلنا على مقعد أو اثنين اليوم، فهذا يعني أنه سيكون لدينا عشرة بعد اربع سنوات. لقد جعلنا الأمل ممكناً".