ولي العهد السعودي: أوبك وروسيا يبحثان تعاونا نفطيا

اقتصاد
نشر: 2018-03-28 08:31 آخر تحديث: 2018-03-28 08:31
ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان
ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان

تعمل السعودية وروسيا على اتفاق تاريخي طويل الأجل قد يمدد القيود التي يفرضها مصدرون رئيسيون على إمدادات النفط العالمية لأعوام عديدة مقبلة.

وقال ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان لرويترز، إن الرياض وموسكو تدرسان تمديدا طويلا لتعاون قصير الأجل حاليا بشأن فرض قيود على إنتاج النفط بدأ في يناير كانون الثاني 2017 في أعقاب انهيار أسعار الخام.

وأبلغ الأمير محمد رويترز خلال مقابلة في نيويورك يوم الاثنين ”نعمل على التحول من اتفاق على أساس سنوي إلى اتفاق لفترة عشرة أعوام إلى عشرين عاما... لدينا اتفاق على الخطوط العريضة، لكن ليست لدينا تفاصيل بعد“.

وعملت روسيا، وهي ليست عضوا في أوبك، مع المنظمة خلال فترات سابقة شهدت تخمة في المعروض العالمي من النفط، لكن اتفاقا لأجل عشرة إلى عشرين عاما بين الجانبين سيشكل سابقة.

واستعانت السعودية، أكبر منتج للنفط في أوبك، بروسيا ومنتجين آخرين للتعاون مع المنظمة حينما انهارت أسعار الخام من فوق 100 دولار للبرميل في 2014 إلى أقل من 30 دولارا في 2016.

وتعافى النفط إلى 70 دولارا، لكن إنتاج الولايات المتحدة من النفط الصخري الذي يشهد زيادة سريعة ضغط على الأسعار.

وقال دانييل يرجين نائب رئيس آي.إتش.إس ماركت للاستشارات ”الأمر يتعلق بما إذا كان الترتيب مواءمة قصيرة الأجل للتعامل مع تلك الأزمة على وجه الخصوص في سوق النفط، أم انه يعكس إعادة تنظيم في عالم النفط“.

أضاف ”تريد دول أوبك إيجاد وسيلة لإضافة الطابع المؤسسي على تلك العلاقة، بدلا من أن تكون صفقة لمرة واحدة“.

وقال روبرت مكنالي من مجموعة رابيدان إنرجي لاستشارات الطاقة إن الرياض تريد المساعدة في كسر دائرة الصعود والهبوط التي تتسم بها أسواق النفط من خلال وضع سقف لإنتاج الخام والمساعدة في رفع أسعاره.

وأضاف أن هذا سيتطلب من روسيا الانضمام إلى السعودية في بناء طاقة إنتاجية احتياطية لاستخدامها عندما ترتفع الأسعار أكثر من المطلوب.

* تعاون سعودي روسي قوي

ومن شأن إبرام اتفاق طويل الأجل بين موسكو والرياض أن يمثل ضما لروسيا إلى أوبك التي تقودها السعودية وفي الوقت ذاته يعزز القبضة الروسية في الشرق الأوسط حيث ظلت الولايات المتحدة طويلا القوة العظمى المهيمنة.

وتأتي الأنباء عن تحالف نفطي محتمل في وقت تعمل فيه الرياض وموسكو على تعزيز العلاقات الاقتصادية على الرغم من الخلافات بينهما حول الصراع الدائر في سوريا حيث يدعمان أطرافا متضادة.

تدعم الرياض مسلحين يحاربون جيش الرئيس السوري بشار الأسد، بينما تدعم قوات روسية وإيرانية الأسد، وهو ما يعني أن روسيا تقف على نحو فعال مع إيران المنافس الإقليمي للمملكة.

وفي أكتوبر تشرين الأول الماضي، أصبح العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز أول ملك سعودي يزور روسيا وقدم استثمارات ودعما سياسيا للاقتصاد الروسي الذي تضرر بفعل العقوبات الغربية.

وقالت حليمة كروفت من آر.بي.سي لأسواق المال عن التعاون المحتمل بين السعودية وروسيا لمدة تتراوح بين 10 و20 عاما ”إنه تطور استراتيجي مهم للغاية.

”بداية، ولي العهد هو الذي أدلى بالتصريحات وليس وزير النفط، وهي إشارة أخرى على أنه (مثل بوتين) صاحب القول الفصل في سياسة بلاده النفطية“.

أضافت ”ثانيا، إنها إشارة أخرى على التغير الكبير في اتجاه العلاقات السعودية الروسية. كانت السعودية حليفا قويا للولايات المتحدة إبان الحرب الباردة، لكن التحالف الروسي السعودي الآن يبدو أغلظ قواما من النفط ويبدو أنه مدفوع بالتقارب الشخصي بين بوتين والأمير محمد بن سلمان“.

* إدراج أرامكو أواخر 2018 أو أوائل 2019

في محاولة لإنهاء اعتماد المملكة على النفط، يقود ولي العهد السعودي محمد بن سلمان خطة لتنويع الاقتصاد السعودي بعيدا عن النفط والغاز بحلول 2030.

وتخطط الرياض لجمع أموال من خلال طرح حصة تصل إلى خمسة في المئة في أرامكو السعودية النفطية الحكومية. ويمضي الوقت سريعا لإجراء طرح عام أولي هذا العام، لكن ولي العهد قال إن الطرح ربما يتم في نهاية 2018 أو أوائل 2019 بناء على الأوضاع في سوق المال.

وقال وزير الطاقة السعودي خالد الفالح الأسبوع الماضي إن المستندات جاهزة لكن مكان تنفيذ الطرح العام الأولي لم يتحدد بعد. ولا تزال بورصة نيويورك في السباق لاستضافة طرح أرامكو، بجانب لندن وهونج كونج، لكن الفالح قال إن هناك مخاطر ”بدعاوى قضائية غير موضوعية“ إذا تم إدراج أرامكو في الولايات المتحدة.

 

أخبار ذات صلة

newsletter