عشرات القتلى في قذائف قرب دمشق وقصف دام على الغوطة الشرقية

عربي دولي
نشر: 2018-03-20 21:21 آخر تحديث: 2018-03-20 21:21
ارشيفية
ارشيفية

 قتل 35 شخصاً غالبيتهم مدنيون في قذيفة صاروخية أطلقتها الفصائل المعارضة على سوق شعبية في ضواحي دمشق مع استمرار الحملة العسكرية البرية والجوية للجيش السوري الهادفة للسيطرة على كامل الغوطة الشرقية قرب العاصمة.

ومع استمرار التصعيد الذي اوقع مئات الضحايا في الغوطة الشرقية، قتل 29 مدنياً الثلاثاء في قصف روسي وسوري استهدف مدينة دوما، وفق المرصد السوري لحقوق الإنسان.

ونقلت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) عن مصدر في قيادة شرطة ريف دمشق "سقطت قذيفة صاروخية أطلقتها التنظيمات الإرهابية في الغوطة الشرقية على سوق شعبية في حي الكشكول" على أطراف ضاحية جرمانا في شرق دمشق.

وأفاد مدير مستشفى دمشق هيثم الحسيني لسانا "وصول جثامين 35 شهيداً الى المستشفى"، فضلاً عن "35 مدنياً اصيبوا بجروح، اصابات عدد منهم خطرة".

وتعد هذه الحصيلة الاعلى في دمشق وضواحيها جراء قذائف الفصائل المعارضة منذ بدء النزاع في العام 2011.

واعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان ان 27 من بين القتلى ال35 هم من المدنيين.

وأفاد سكان في الحي أن القذيفة استهدفت شارعاً ضيقاً فيه الكثير من محلات الثياب والمطاعم المعروفة بأسعارها البخسة، ويوجد فيه أيضاً حاجز للجيش.

وقال سائق تاكسي (41 عاماً) توجه الى المنطقة اثر سماعه دوي الانفجار "الناس كانت متجمعة عشية عيد الأم لشراء الهدايا".

وتكثفت مؤخراً وتيرة اطلاق القذائف على دمشق وضواحيها بالتزامن مع الحملة العسكرية التي بدأها الجيش السوري في 18 شباط/فبراير ضد الغوطة الشرقية، معقل الفصائل المعارضة قرب دمشق، وتمكنه حتى الآن من السيطرة على 80 في المئة منها.

وبقيت دمشق طوال سنوات النزاع بمنأى نسبياً عن المعارك العنيفة والدمار الذي لحق بمدن رئيسية عدة في سوريا. الا انها تعرضت طوال سنوات لقصف من الفصائل المعارضة أودى بحياة المئات، ولتفجيرات تبنى معظمها تنظيم داعش الارهابي.

وفي زيارة قبل أيام إلى الغوطة الشرقية، قال الرئيس السوري بشار الأسد للجنود المرابطين هناك أن "اهالي دمشق سيتذكرون (...) كيف أنقذتم مدينة دمشق".

وطالما رأى مراقبون أن قوات النظام ستسعى عاجلاً أم آجلاً للسيطرة على الغوطة الشرقية لضمان أمن العاصمة من القذائف. وقد فرضت عليها حصاراً محكماً منذ العام 2013 رافقه طوال سنوات قصف منتظم شاركت فيه روسيا. وأسفر الحصار عن أزمة أنسانية تجلت بنقص فادح في المواد الغذائية والطبية، ووفيات ناتجة عن سوء التغذية.


اقرأ أيضاً : مقتل 15 طفلا بغارة جوية على مدرسة في الغوطة


- تحت أنقاض دوما -

وتقع منطقة كشكول جنوب بلدة عين ترما في الغوطة الشرقية التي تدور في محيطها حالياً معارك تهدف قوات النظام من خلالها لطرد فصيل فيلق الرحمن منها.

وتدور اشتباكات أيضاً بين مقاتلي فصيل جيش الإسلام وقوات النظام في محيط دوما، أبرز مدن الغوطة الشرقية.

وتواصلت الغارت على مناطق عدة في الغوطة الشرقية.

ووثق المرصد لسوري مقتل 29 مدنياً على الأقل الثلاثاء جراء قصف مدفعي وغارات سورية وروسية استهدفت مدينة دوما في الغوطة الشرقية المحاصرة.

وقتل تسعة مدنيين آخرين في مناطق أخرى في الغوطة الشرقية، وفق المرصد.

وارتفعت بذلك حصيلة القتلى جراء القصف على الغوطة الشرقية منذ 18 شبط/فبراير الى 1517 مدنياً بينهم 311 طفلاً.

وفي مستشفى في المدينة، نقل مرسل لفرانس برس مشاهدته لطبيب وممرض يعالجان طفلة لا يتجاوز عمرها العشر سنوات، وعمدا إلى حلق شعرها لإزالة خشبة كبيرة دخلت في رأسها.

وفي مشرحة قريبة، شاهد رجلاً ينتحب وهو يحمل كيساً من القماش قال انه يحتوي أشلاء أحد القتلى.

وقال المراسل إن القصف لم يتوقف على المدينة طيلة ساعات الليل ولا يزال مستمراً، حتى أن سيارات الاسعاف تواجه صعوبة في التنقل، فيما تتواصل عمليات انتشال الضحايا من تحت الأنقاض بقدر المستطاع.

وتواصلت الثلاثاء عملية اجلاء حالات طبية مع أفراد من عائلاتهم من مدينة دوما بموجب اتفاق بين فصيل جيش الاسلام وروسيا. وقال مصدر طبي لفرانس برس إنه تم خلال أسبوع "إجلاء نحو 1800 شخص بينهم 375 مريضاً".

واعتبر المفوض السامي لحقوق الانسان زيد رعد الحسين الثلاثاء أن حصار الغوطة الشرقية "تخللته جرائم حرب من استخدام الأسلحة الكيميائية إلى المجاعة المفروضة كسلاح حرب، ومنع المساعدات المنقذة للحياة. ويتوّجه اليوم قصف مستمر منذ شهر ضد مئات آلاف المدنيين المرعوبين والعالقين".

- مساعدات لنازحي عفرين -

في جنوب دمشق، أفاد المرصد عن مقتل 36 عنصراً على الأقل من قوات النظام والمسلحين الموالين لها خلال اشتباكات عنيفة ليل الإثنين في حي القدم، اثر هجوم مفاجئ شنه تنظيم داعش الارهابي ومكنه من السيطرة على الحي.

ويحتفظ التنظيم المتطرف بتواجده في بضعة أحياء في جنوب دمشق، أبرزها الحجر الأسود ومخيم اليرموك.

وفي شمال سوريا، وبعد يومين من سيطرة القوات التركية وفصائل موالية لها على عفرين ذات الغالبية الكردية في شمال سوريا، انتشر عناصر من الشرطة العسكرية التركية في المدينة، على خلفية قيام مقاتلين بعمليات نهب كبيرة لمحالها ومتاجرها.

وتحاول أعداد خجولة من المدنيين العودة الى مدينة عفرين التي تبدو شبه خالية من سكانها، بعدما فرّ منها عشرات آلاف المدنيين إلى مناطق قريبة في شمال حلب بينها بلدة تل رفعت.

ودخلت الثلاثاء قافلة مساعدات للجنة الدولية للصليب الأحمر والهلال الاحمر السوري الى تل رفعت، وتحمل مساعدات ضرورية بينها مستلزمات صحية وثياب شتوية ومستلزمات للطبخ وحفاضات أطفال.

وتستضيف بلدة تل رفعت، وفق الأمم المتحدة، نحو 75 الف نازح فروا من منطقة عفرين.

أخبار ذات صلة

newsletter