مرحبا بك في موقع رؤيا الإخباري لتطلع على آخر الأحداث والمستجدات في الأردن والعالم

ارشيفية

1
Image 1 from gallery

خسارة عفرين تقصم ظهر أكراد سوريا

نشر :  
18:37 2018-03-19|

بعدما تمرسوا في قتال الجهاديين في شمال سوريا، لم يجد المقاتلون الأكراد أمام الطائرات والنيران التركية خياراً سوى الانسحاب من مدينة عفرين، برغم أهميتها الرمزية كونها أول منطقة طبقوا فيها الادارة الذاتية.

وبعد حملة عسكرية طالت نحو شهرين، سيطرت القوات التركية والفصائل السورية الموالية لها الأحد على مدينة عفرين في شمال سوريا، ورفع العلم التركي على مباني الإدارة الذاتية الكردية التي طالما أثار وجودها امتعاض أنقرة.

خلال السنوات الماضية، أبدى مقاتلو وحدات حماية الشعب الكردية فاعلية في قتال تنظيم داعش على جبهات عدة. وتمكنوا من طرده من مناطق واسعة في شمال وشمال شرق سوريا آخرها مدينة الرقة في تشرين الأول/أكتوبر. وبعدما شكل التحالف الدولي بقيادة أميركية شريكاً رئيسياً لها موفراً الغطاء الجوي في المعارك ضد الجهاديين، وجدت الوحدات الكردية، العمود الفقري لقوات سوريا الديموقراطية، نفسها وحيدة في عفرين بمواجهة الطائرات والمدفعية التركية التي استهدفت مواقعها.

وانسحب المقاتلون الأكراد من مدينة عفرين بعد أسبوع من تمكن القوات التركية وحلفائها من تطويق المدينة، من دون قتال يذكر داخل المدينة.

ويقول القيادي في الإدارة الذاتية الكردية في شمال سوريا عبد السلام أحمد لوكالة فرانس برس "لم يكن هناك خيار سوى الانسحاب التكتيكي" أمام "الخلل في توازن القوى".

ويوضح أن القوات المهاجمة استخدمت "مختلف أنواع الأسلحة الثقيلة والطيران واتبعت سياسة الأرض المحروقة مقابل مقاتلين يحملون أسلحة خفيفة ومرصودين عبر أحدث التقنيات ومحاصرين في حيز جغرافي صغير".

وبعد انسحابها الى مناطق في محيط المدينة ملاصقة لمناطق سيطرة قوات النظام، أعادت الوحدات الكردية انتشارها في محيط المدينة.

ويقول القيادي الكردي البارز إلدار خليل لفرانس برس إن الوحدات الكردية "ستستمر في المقاومة بالاعتماد على أسلوب حرب العصابات".

 وأعلن الأكراد الأحد في اول تعليق بعد خسارتهم عفرين، أن قواتهم "تتواجد في كل مكان من جغرافيا عفرين (...) وستتحول إلى كابوس" للقوات التركية.

 وتخشى أنقرة من إقامة الأكراد حكماً ذاتياً على حدودها على غرار كردستان العراق، ولطالما أكدت رفضها للإدارة الذاتية التي أنشأها الأكراد في ثلاثة "أقاليم" في شمال وشمال شرق البلاد، بينها إقليم عفرين.

 ويقول الباحث في المعهد الأطلسي أرون شتاين أن "التاريخ الكردي بحد ذاته مأساة"، والخسارة الأخيرة ستعزز مقولة أن "ما من أصدقاء للأكراد سوى الجبال"، مضيفاً "إنها خسارة عسكرية ومعنوية، لكن هؤلاء الأشخاص يقاتلون لما هو أكبر من عفرين". 

- "معركة وجود" -

ويوضح المتحدث باسم وحدات حماية الشعب الكردية في عفرين بروسك حسكة لفرانس برس ان الوحدات  اعتمدت "الهجمات الدفاعية بمواجهة التقنيات الحديثة التي استخدمتها تركيا"، مضيفاً "كنا نواجهها بأسلحتنا المتوسطة ومعنوياتنا".

 ويشير الى أنه مع وصول "الدولة التركية ومرتزقتها الى أطراف عفرين (...) شعرنا بثقل على المدنيين أمام القصف المكثف ورأينا أنه من الضروري إخراج الشعب وتوزيع مقاتلينا".

 خلال شهرين، أسفر الهجوم التركي عن مقتل أكثر من 1500 مقاتل كردي غالبيتهم في قصف جوي ومدفعي، وفق ما وثق المرصد السوري لحقوق الإنسان. وقتل في المقابل أكثر من 400 مقاتل سوري موالين لأنقرة، وتحدث الجيش التركي عن خسارته 46 جندياً.

 وبعد التقدم الأخير في مدينة عفرين، باتت القوات التركية تسيطر على كامل "إقليم" عفرين.

 ويقول حسكة "سنتبع من الآن وصاعداً اسلوب الهجوم (...) في كل عفرين، في قراها وبلداتها وجبالها"، موضحاً "سيكون العدو مستهدفاً من قبلنا بكل الوسائل (...) إنها معركة وجود".

 وبدأت خلايا الأكراد المتوارية في منطقة عفرين بالفعل هجماتها، وفق المرصد السوري الذي أفاد عن مقتل ستة مقاتلين موالين لأنقرة السبت في استهداف آليتهم في منطقة راجو الحدودية.

 ويتوقع حسكة أن تكون المعركة طويلة الأمد، مضيفاً "نعتبر عفرين وبلداتها وقراها من الآن وصاعداً كلها منطقة عسكرية".

 ويتهم الأكراد تركيا بالسعي لإحداث تغيير ديموغرافي، عبر تهجير سكان منطقة عفرين واستبدالهم بلاجئين فروا الى اراضيها على مدى سنوات النزاع السوري المستمر منذ 2011.

 وتسبب الهجوم الذي انطلق من المنطقة الحدودية وتقدم تدريجياً وصولاً إلى مدينة عفرين بحركة نزوح جماعية في المنطقة. وفرّ من مدينة عفرين وحدها قبل دخول القوات التركية إليها أكثر من 250 ألف مدني، بحسب المرصد.

 - "محمية تركية" -

وطالما شكل دعم التحالف الدولي للوحدات الكردية ضد الجهاديين عامل توتر بين أنقرة وواشنطن. وتصنف تركيا الوحدات الكردية مجموعة "إرهابية" وتعتبرها امتداداً لحزب العمال الكردستاني التركي الذي يقود تمرداً ضدها منذ عقود.

 وبالسيطرة على عفرين، بات النفوذ التركي يمتد على منطقة حدودية من أطراف محافظة ادلب غربا الى مدينة جرابلس في شمال شرق حلب.

 ويعتبر الخبير في الشؤون السورية فابريس بالانش أن أردوغان يريد إنشاء "محمية تركية على طول الحدود (...) والهدف منها منع لاجئين جدد من الذهاب إلى تركيا، كما إعادة اللاجئين إلى تلك المنطقة".

 ويضيف لفرانس برس "غالبية المدنيين في عفرين خرجوا، ولا اعتقد أن الجيش التركي سيسمح لهم بالعودة".

 وبعد سقوط عفرين، باتت "المناطق الكردية كافة بخطر الآن"، وفق ما يقول الخبير في الشؤون الكردية موتلو جيفير أوغلو.


 وتعهد الرئيس التركي رجب طيب اردوغان مجدداً الاثنين بتوسيع نطاق هجومه بعد عفرين، وصولاً الى منبج وكوباني ومدينة القامشلي في اقصى شمال شرق البلاد.

 وحمل الأكراد التحالف الدولي، حليفهم الرئيسي ضد الجهاديين، جزءاً من المسؤولية لعدم منعه تركيا من شن هجومها.

 ويقول أحمد "مهاجمة منبج مرهونة بموافقة الولايات المتحدة التي تتواجد قواتها على الأرض هناك".