ارشيفية
الاحتلال يعترف بأن الدفاعات الجوية السورية هي من اسقطت الطائرة
اعلنت سلطات الاحتلال السبت، شن ضربات "واسعة النطاق" استهدفت مواقع "إيرانية وسورية" داخل الأراضي السورية، بعيد سقوط احدى مقاتلاتها من طراز اف-16 في أراضيها، واثر اعتراضها لطائرة من دون طيار في أجوائها أكدت أنها إيرانية انطلقت من سوريا.
وأعلن جيش الاحتلال ان المقاتلة سقطت في منطقة وادي جزريل شرق مدينة حيفا، في شمال دولة الاحتلال وأصيب أحد طياريها الاثنين إصابة بالغة.
وهي المرة الأولى التي يعلن فيها جيش الاحتلال بشكل واضح ضرب أهداف إيرانية في سوريا. كما أنها المرة الأولى منذ فترة طويلة -30 عاما حسب صحيفة هآرتس - التي تفقد فيها الاحتلال مقاتلة أصيبت بمضادات أرضية خلال مشاركتها في غارات في سوريا.
كما سارع متحدث اخر باسم الجيش الاحتلال هو الكولونيل جوناثان كونريكوس الى تحذير سوريا وايران قائلا انهما "تلعبان بالنار بارتكابهما مثل هذه الأعمال العدوانية" مؤكدا "إننا لا نسعى إلى التصعيد لكننا جاهزون لمختلف السيناريوهات" وعلى استعداد لتدفيع "ثمن باهظ" على مثل هذه الأعمال.
وفي كلامه عن الطائرة من دون طيار الإيرانية التي دخلت الاجواء التابعة للاحتلال قال المتحدث "انه الانتهاك الإيراني الاكثر وضوحا للسيادة الإسرائيلية خلال السنوات الماضية"، مضيفا "لذا، جاء ردنا بمثل هذه الشدة".
-هجوم "واسع النطاق"-
واعلن جيش الاحتلال ان هذا التصعيد الاخير بدأ ليلة الجمعة السبت مع دخول طائرة من دون طيار ايرانية الاجواء بعد اطلاقها من الاراضي السورية. واكد الجيش ان مروحية من نوع اباتشي اعترضت هذه الطائرة المسيرة واسقطتها.
واضاف الجيش انه "ردا على ذلك" اغارت مقاتلات الاحتلال على الانظمة التي اطلقت منها الطائرة المسيرة، لكنها تعرضت "لاطلاق نار من صواريخ مضادة للطيران".
واكدت شرطة الاحتلال ايضا ان المقاتلة من نوع اف-16 تحطمت قرب حيفا في شمال دولة الاحتلال.
من جهتها اعلنت وكالة الانباء السورية (سانا) ان غارات الاحتلال استهدفت قاعدة عسكرية في وسط سوريا شرق حمص، وان طائرات الاحتلال عدة اصيبت.
ونقلت الوكالة السورية عن مصدر عسكري قوله "قام كيان العدو الصهيوني فجر اليوم بعدوان جديد على احدى القواعد العسكرية في المنطقة الوسطى وتصدت له وسائط دفاعنا الجوي وأصابت أكثر من طائرة".
اما مدير المرصد السوري لحقوق الانسان رامي عبد الرحمن فاعلن ان الغارات الاحتلال استهدفت مواقع شرق حمص في وسط سوريا في منطقة تتواجد فيها قوات ايرانية وعناصر من حزب الله الشيعي اللبناني.
وشنت مقاتلات الاحتلال موجة ثانية من الغارات "الواسعة النطاق" استهدفت، حسب بيان لجيش الاحتلال "12 هدفا إيرانيا وسوريا من بينها ثلاث بطاريات صواريخ مضادة للطائرات وأربعة أهداف ايرانية غير محددة يملكها الجهاز العسكري الايراني في سوريا".
وفي اشارة الى هذه الموجة الثانية، أعلنت دمشق تصدي أنظمة دفاعها الجوي لضربات الاحتلال ثانية استهدفت قواعد للدفاع الجوي السوري في ريف دمشق، بحسب وكالة "سانا".
وسارعت روسيا الى دعوة جميع الاطراف في سوريا الى "ضَبط النفس".
وقالت وزارة الخارجية الروسية في بيان "ندعو بقوة جميع الاطراف الى ضبط النفس وتجنب جميع الاعمال التي من شأنها أن تؤدي الى تعقيد أكبر للوضع".
واضافت "غير مقبول بتاتا تهديد حياة الجنود الروس المتواجدين في الجمهورية العربية السورية للمساعدة في الحرب ضد الارهاب".
-انتهاك او عدم انتهاك؟-
واندلع جدال عبر الاعلام حول ما اذا كانت الطائرة من دون طيار التي تقول حكومة الاحتلال انها اسقطتها قد دخلت ام لا المجال الجوي "الإسرائيلي".
وقال المتحدث باسم الخارجية الايرانية بهرام قاسمي لفرانس برس ان "الادعاءات عن تحليق طائرة ايرانية مسيرة سخيفة جدا"، مضيفا "ان قادة الاحتلال يلجأون الى اكاذيب بحق دول اخرى للتغطية على جرائمهم في المنطقة".
وفي السياق نفسه نفت "غرفة عمليات حلفاء سوريا" التي تضم قياديين من ايران وحزب الله اللبناني وتتولى تنسيق العمليات القتالية في سوريا، ارسال أي طائرة مسيرة فوق أجواء الاحتلال فجر السبت، واصفة الاتهامات في هذا الصدد بأنها "افتراء".
الا ان رد حكومة الاحتلال جاء على لسان المتحدث باسم الجيش كونريكوس الذي اكد ان سلطات الاحتلال عثرت على حطام الطائرة من دون طيار التي اسقطت واكد انها ايرانية.
وقال في هذا الاطار "تم اعتراض الطائرة من دون طيار في غور الاردن من قبل مروحية اباتشي ولدينا حطامها ونؤكد بانها ايرانية".
من جهتها اعلنت الخارجية اللبنانية عزمها على تقديم شكوى ضد الاحتلال في مجلس الامن لان طائراتها التي اغارت على سوريا استخدمت الاجواء اللبنانية.
وافاد بيان صادر عن الخارجية اللبنانية ان الوزير جبران باسيل "أعطى تعليماته الى بعثة لبنان الدائمة لدى الأمم المتحدة في نيويورك لتقديم شكوى إلى مجلس الأمن بحق الاحتلال لادانتها وتحذيرها من مغبة إستخدامها الاجواء اللبنانية لشن هجمات على سوريا".
ومنذ اندلاع الاحداث في سوريا عام 2011 عملت اسرائيل على تجنب التورط في هذا النزاع الا انها كانت تستهدف احيانا مواقع للنظام السوري او قوافل سلاح مرسلة الى حزب الله.
وفي اذار 2017 استهدف طيران الاحتلال قافلة سلاح في سوريا واعترضت صاروخا اطلق باتجاه اراضيها. واكد الجيش السوري يومها انه اسقط مقاتلة واصاب اخرى، الامر الذي نفته حكومة الاحتلال.
وكان رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتانياهو حذر الشهر الماضي من موسكو امام الرئيس الروسي فلاديمير بوتين من "خطر" تمركز ايران عسكريا في سوريا وسعيها لانتاج اسلحة متطورة.
وقال نتانياهو الثلاثاء محذرا في هذا الاطار "نحن مع السلام الا اننا مستعدون لكل السيناريوهات وننصح الجميع بعدم التحرش بنا".