Please enable JavaScript
Email Marketing by Benchmark
عشرات القتلى المدنيين في غارات كثيفة للنظام السوري على الغوطة الشرقية | رؤيا الإخباري

عشرات القتلى المدنيين في غارات كثيفة للنظام السوري على الغوطة الشرقية

عربي دولي
نشر: 2018-02-06 18:32 آخر تحديث: 2023-06-18 15:28
ارشيفية
ارشيفية

كثفت قوات النظام الثلاثاء غاراتها على منطقة الغوطة الشرقية المحاصرة قرب دمشق، متسببة بمقتل واصابة عشرات المدنيين، في وقت تواجه دمشق اتهامات دولية متزايدة إزاء استخدامها السلاح الكيميائي في هجمات عدة.

وغداة اتهام واشنطن لموسكو بتأخير اصدار ادانة من مجلس الامن لهجمات كيميائية وقعت خلال الفترة الأخيرة، أعلنت لجنة الامم المتحدة للتحقيق في وضع حقوق الانسان في سوريا أنها تتحقق من تقارير عن استخدام غاز الكلور في مدينتي دوما قرب دمشق وسراقب في ادلب (شمال غرب).

في الغوطة الشرقية آخر أبرز معقل للفصائل المعارضة قرب دمشق، قال مدير المرصد السوري رامي عبد الرحمن أن حصيلة الغارات المستمرة التي تشنها قوات النظام بلغت "47 قتيلاً مدنياً بينهم عشرة أطفال".

وأوضح عبد الرحمن أن "هذه الحصيلة هي الأكبر في الغوطة الشرقية منذ بدء التصعيد قبل شهر ونصف شهر"، مشيراً إلى أنه "لا يزال هناك 19 شخصاً تحت الأنقاض لم يتبين مصيرهم".

وكان المرصد أفاد صباح الثلاثاء عن مقتل 16 مدنياً.

وأصيب جراء الغارات التي استهدفت مناطق عدة في الغوطة الشرقية نحو 200 مدني، وفق المرصد الذي لفت إلى أن اعداد القتلى مرشحة للارتفاع نتيجة الاصابات الخطيرة ووجود مفقودين تحت الأنقاض.

وتتعرض مناطق عدة في الغوطة الشرقية لقصف جوي ومدفعي شبه يومي، تسبب الاثنين بمقتل 31 مدنياً على الأقل.

في مدينة سقبا، شاهد مصور لفرانس برس متطوعين من الدفاع المدني (الخوذ البيضاء) يحملون طفلة تغطي الدماء خديها بعد سحبها من تحت الأنقاض في وقت عملت مجموعة أخرى على سحب جرحى بينهم رجل وامرأة من تحت ركام مبنى مدمر.

وتظهر صور التقطها شارعاً يحجب الغبار المنبعث عن الدمار الرؤية فيه بوضوح، يسير فيه شاب نجا من القصف وهو يرفع يده بينما يرافقه شخص آخر.

في بلدة كفربطنا حيث قتل وفق المرصد ستة مدنيين على الأقل بينهم طفل، شاهد جثث ثلاثة من القتلى بينهم امرأة نقلت الى مشرحة في البلدة، ونقل مشاهدته سيدة تولول بعد تعرفها الى جثة زوجها.

وكثفت الفصائل المقاتلة بدورها قصفها لأحياء في العاصمة بالقذائف في الأسبوعين الأخيرين.

وأفادت وكالة الأنباء السورية الرسمية "سانا" عن مقتل ثلاثة مدنيين وإصابة ثمانية آخرين في قصف بالقذائف على حي باب توما في شرق دمشق.

- هدنة انسانية -

ويأتي تصعيد القصف على الغوطة الشرقية بعد ساعات من دعوة ممثلي منظمات الأمم المتحدة العاملة في سوريا في بيان مشترك إلى "وقف فوري للأعمال العدائية لمدة شهر كامل على الأقل في جميع أنحاء البلاد للسماح بإيصال المساعدات والخدمات الإنسانية، وإجلاء الحالات الحرجة من المرضى والجرحى".

وحذرت الأمم المتحدة "من العواقب الوخيمة المترتبة على تفاقم الأزمة الإنسانية"، مشيرة الى ان الخطة التي تقضي بايصال المساعدات تبقى "معطلة بسبب القيود المفروضة على الوصول، أو عدم التوافق حول المناطق أو المساعدات أو عدد المستفيدين".

وتحاصر قوات النظام الغوطة الشرقية بشكل محكم منذ العام 2013، ما أدى الى نقص فادح في المواد الغذائية والادوية. ودخلت اخر قافلة مساعدات الى المنطقة في اواخر تشرين الثاني/نوفمبر وفق الأمم المتحدة.

وكثفت قوات النظام خلال الفترة الماضية قصفها على الغوطة الشرقية وعلى مناطق عدة في محافظة ادلب (شمال غرب) التي تسيطر هيئة تحرير الشام (النصرة سابقاً) على الجزء الأكبر منها.

- استخدام غازات سامة-

ويأتي هذا التصعيد رغم كون الغوطة الشرقية وادلب منطقتين من مناطق خفض التوتر تم التوصل اليها بموجب اتفاق بين موسكو وطهران حليفتي دمشق، وأنقرة الداعمة للمعارضة.

وبعد عوارض اختناق وضيق تنفس اثر قصف لقوات النظام على مدينتي دوما وسراقب خلال الأسابيع الأخيرة، رجحت مصادر طبية ان تكون ناجمة عن تنشق غازات سامة، أعربت لجنة تحقيق حول سوريا تعمل بتفويض من الامم المتحدة عن قلقها إزاء "العديد من التقارير الواردة والتي تفيد بأن قنابل تحتوي على غاز الكلور المستخدم كسلاح، استخدمت في بلدة سراقب في ادلب وفي دوما بالغوطة الشرقية".

وقال رئيس اللجنة باولو بينهيرو "هذه التقارير مقلقة، وتثير السخرية مما يسمى بمناطق خفض توتر هدفها حماية المدنيين من قصف من هذا النوع".

وطالبت الولايات المتحدة الاثنين بـ"ممارسة ضغوط" على الرئيس بشار الاسد و"داعميه" لوقف هذه الهجمات.

واتهمت واشنطن قوات النظام مراراً خلال الفترة الأخيرة باستخدام مواد كيميائية ان كان غاز والكلور او السارين في سوريا. وطرحت في مجلس الامن مشروع بيان يدين استخدام الاسلحة الكيميائية في سوريا. وقال دبلوماسيون ان موسكو طالبت ببعض الوقت قبل التصويت عليه، لإبداء الرأي.

ودانت روسيا ما وصفته بـ"حملة دعائية" تهدف الى "اتهام النظام السوري" بهجمات "لم يحدد مرتكبوها".

واقترحت روسيا تعديلات على النص بشكل يشطب منه اسم الغوطة، ويطالب بـ"التحقق" من المعلومات الصحافية التي تنشر على وسائل التواصل الاجتماعي "بمصداقية ومهنية".

وقال دبلوماسيون إن الولايات المتحدة رفضت التعديلات الروسية، ما قضى على الآمال في إصدار إدانة.

واعتبرت وزارة الخارجية الفرنسية الثلاثاء أن من المبكر "في هذه المرحلة" تأكيد حصول هجمات كيميائية جديدة في سوريا.

وتشهد سوريا نزاعاً دامياً تسبب منذ اندلاعه في العام 2011 بمقتل أكثر من 340 ألف شخص وبدمار هائل في البنى التحتية ونزوح وتشريد أكثر من نصف السكان داخل سوريا وخارجها.

على جبهة اخرى، شارك مئات الأكراد السوريين القادمين من مناطق عدة في شمال وشمال شرق سوريا في تظاهرة حاشدة الثلاثاء في مدينة عفرين، بعد ساعات من وصولهم إليها تعبيراً عن تضامنهم ضد الهجوم التركي المستمر على المنطقة منذ أكثر من أسبوعين.

أخبار ذات صلة

newsletter