ما أن أطلق وزير التربية والتعليم الدكتور عمر الرزاز فكرة إلغاء الرسوب في امتحان الثانوية العامة، حتى انتشرت التكهنات والتوقعات كالنار في الهشيم، وزاد ....
ما أن أطلق وزير التربية والتعليم الدكتور عمر الرزاز فكرة إلغاء الرسوب في امتحان الثانوية العامة، حتى انتشرت التكهنات والتوقعات كالنار في الهشيم، وزاد في ضبابية المشهد أن الفكرة غريبة، ولم يقل أحد للناس: ما هو البديل؟ وما هي آلية التحاق الطلاب في الجامعات؟
وهل حقيقة أن وزارة التربية والتعليم أدركت أخيرًا أن امتحان الثانوية العامة لم يعد، في ظل ما شهدته الحياة من تحولات عميقة، قادرًا على اختبار قدرات الطلاب؟ وهل هو كذلك فعلًا؟
امتحان الثانوية العامة "التوجيهي" محاكاة أردنية خاصة لتجربة الإنجليز في هذا السياق، غير أن هذا الامتحان العام حقق، حينما كان يقيس القدرات العقلية، انجازات عظيمة، فما الذي يقيسه الامتحان اليوم؟
إقرأ أيضاً: ذبحتونا تعتبر إلغاء 'الراسب' في التوجيهي تدميرا للتعليم
أحد أبرز معيقات تطبيق فكرة إلغاء الرسوب في امتحان الثانوية العامة، ما تشكل خلال السنوات الطويلة، على هامش آليات تطبيق الامتحان، وفي قلبه، من مصالح متشابكة لفئات اجتماعية، قطعًا ستقاوم التغيير، لأن مصالحها ستتضرر.
مؤيدو الفكرة يستندون في دفاعهم عنها إلى أن عشرات آلاف الراسبين في امتحان الثانوية العامة تقذفهم وزارة التربية والتعليم كل عام في وجه المجتمع، ما يربك الأسر والمؤسسات المجتمعية على السواء، ناهيك عن حالة الرهبة التي تعيشها الأسر خلال الامتحانات وقبلها وبعدها.
يعتقد الذين يرفضون الفكرة أن الوزارة تنفذ توجهات مبيتة لإلغاء امتحان الثانوية العامة وتدابير أخرى جاءت في مؤتمر التطوير التربوي.
رافضو الفكرة يرون أن الخلل ليس في امتحان الثانوية العامة فحسب، بل في المنظومة التعليمية برمتها، ما يستدعي منا أن نبدأ العلاج من مدخلات التعليم، وليس من مخرجاته، ولنا في تجارب الآخرين قدوة، قد تعيننا على الفهم.
لكن، لمؤيدي الفكرة وجهة نظر أخرى تستحق الإصغاء إليها، بما في ذلك وجهة نظر نقابة المعلمين.
وزير التربية والتعليم ألقى حصى في مياه الثانوية العامة، فحركها، ووضع معضلات المجتمع الأردني الخاصة بمستقبل أبنائهم في رأس سلم الاهتمامات، وسواء كنا مع أو ضد فكرة إلغاء الرسوب، فهي فكرة تستحق منا بحث تفاصيلها باستفاضة.
