الآلاف ينتظرون منذ ساعات قرب حلب بعد اجلائهم

عربي دولي
نشر: 2017-04-20 15:55 آخر تحديث: 2023-06-18 15:28
ارشيفية لعمليات اجلاء
ارشيفية لعمليات اجلاء

توقف أكثر من ثلاثة آلاف شخص، بعضهم منذ 24 ساعة، في منطقتين قريبتين من مدينة حلب في شمال سوريا في انتظار إكمال طريقهم الى وجهاتهم النهائية بعد إجلائهم من بلدات محاصرة.

واستؤنف الاربعاء تنفيذ المرحلة الاولى من عملية اجلاء آلاف الاشخاص من بلدات سورية محاصرة هي اساسا الفوعة وكفريا ذات الغالبية الشيعية وتحاصرهما الفصائل الاسلامية في ادلب (شمال غرب) ومضايا والزبداني ومناطق اخرى محاصرة من قبل قوات النظام قرب دمشق.

وتوقفت عملية الاجلاء أربعة ايام إثر تفجير استهدف السبت القافلة الاولى التي خرجت من بلدتي الفوعة وكفريا، بعد وصولها الى منطقة الراشدين التي تسيطر عليها الفصائل المعارضة غرب حلب، ما تسبب بمقتل 126 شخصا، بينهم 68 طفلا.

وتم الاربعاء إجلاء ثلاثة آلاف شخص بينهم 700 مقاتل موالين لقوات النظام من الفوعة وكفريا، فيما خرج 300 شخص، غالبيتهم من مقاتلي الفصائل المعارضة من بلدات الزبداني وسرغايا والجبل الشرقي في ريف دمشق.


إقرأ أيضاً: قتلى بانفجار في حلب


وبعد اكثر من 24 ساعة على وصولها الى منطقة الراشدين لا تزال 45 حافلة تقل أهالي الفوعة وكفريا تنتظر لإكمال طريقها الى مدينة حلب، فيما تنتظر 11 حافلة آتية من ريف دمشق منذ نحو 15 ساعة في منطقة الراموسة (قرب حلب ايضا) والتي تسيطر عليها قوات النظام لتتوجه الى محافظة إدلب، أبرز معاقل الفصائل المعارضة.

وفي منطقة الراشدين، يتجمع أهالي الفوعة وكفريا في ساحة فرضت عليها الفصائل المعارضة طوقا أمنيا مشددا، وفق ما نقل مراسل فرانس برس في المكان.

ولا يسمح مقاتلو الفصائل المعارضة لاي سيارة بدخول منطقة التجمع، باستثناء سيارة وحيدة للهلال الاحمر السوري توزع المواد الغذائية.

ونقل مراسل فرانس برس مشاهدته لاحاديث جانبية نادرة بين مقاتلي الفصائل المعارضة والمقاتلين الموالين للنظام ممن تم اجلاؤهم، وحولهم يلعب الاطفال بين الحافلات المتوقفة.

وأوضح المرصد السوري لحقوق الانسان ان "تحرك القافلتين مرهون بعملية الإفراج عن معتقلين في سجون قوات النظام"، مضيفا ان "القافلتين لن تتحركا إلا بعد الافراج عن 750 معتقلاً ومعتقلة في سجون النظام ووصولهم الى مناطق سيطرة المعارضة".

واثناء تواجدها في الراشدين، قالت ام سند (50 عاما) وهي من سكان الفوعة "لا استطيع ان أصف حزني، اخترنا ان نخرج نتيجة ما رأيناه من حصار وقذائف، اخترنا الخروج برغم الخوف بعد التفجير".

واضافت "هناك حماية كبيرة حولنا، وقالوا لنا اننا هنا بأمان، ولكننا تعبنا من وضع الانتظار هذا".

وفي منطقة الراموسة، يرغب ايضا الخارجون من ريف دمشق باستئناف طريقهم.

وقال ابو نضال، مدير آخر مستشفى ميداني في الزبداني قبل خروجه منها، "تعبنا كثيرا".

واضاف "وزع علينا الهلال الاحمر الخبز والجبنة والماء، ولكن ليس هناك دورات مياه"، مشيرا الى ان "معظم الاشخاص فضلوا النوم في الحافلات ليلا من شدة البرد في الخارج".

ونص الاتفاق، الذي تم التوصل اليه بين الحكومة السورية والفصائل المعارضة برعاية إيران وقطر، على أن يتم على مرحلتين وبالتزامن إجلاء جميع سكان الفوعة وكفريا وعددهم نحو 16 الف شخص، مقابل خروج من يرغب من سكان مضايا والزبداني وبلدات اخرى في ريف دمشق.

وبالتزامن أيضا، يفترض ان يتم الافراج عن 1500 معتقل من سجون النظام.

واستؤنفت الاربعاء المرحلة الاولى من عملية الإجلاء بعد التفجير الدموي في الراشدين.

وبذلك تكون انتهت تلك المرحلة على ان تنفذ الثانية، بحسب المرصد، في حزيران/يونيو المقبل.

وضمت الدفعة الاولى الجمعة نحو 5000 شخص بينهم 1300 مقاتل موالين للنظام من الفوعة وكفريا و2200 شخص ضمنهم نحو 400 مقاتل معارضين من مضايا والزبداني.

وبعد خروج الدفعة الاولى الجمعة، دخل الجيش السوري الى مضايا التي تعرضت على مدى سنوات لحصار مشدد وعانى أهلها الجوع والبؤس.

وباتت مدينة الزبداني بدورها "خالية تماما من السكان"، وتم إجلاء من تبقى من المقاتلين الذين كانوا فيها الاربعاء، بحسب مدير المرصد رامي عبد الرحمن.

وفي العام الاخير، شهدت مناطق سورية عدة خصوصا في محيط دمشق اتفاقات بين الحكومة والفصائل تضمنت إجلاء عشرات آلاف المدنيين والمقاتلين من معاقل الفصائل المعارضة.

وانتقدت الامم المتحدة في وقت سابق هذه العمليات التي تعتبرها المعارضة السورية "تهجيراً قسرياً". وتتهم المعارضة الحكومة السورية بالسعي الى إحداث "تغيير ديموغرافي" في البلاد.

ويعيش، وفق الامم المتحدة، 600 ألف شخص على الاقل في مناطق محاصرة بغالبيتها من قوات النظام واربعة ملايين آخرين في مناطق يصعب الوصول اليها.

في لاهاي، قال رئيس منظمة حظر الاسلحة الكيميائية الاربعاء أن نتائج فحص "مؤكدة" لعينات من موقع "الهجوم الكيميائي" الذي وقع في خان شيخون في محافظة إدلب في الرابع من نيسان/ابريل، تظهر أنه تم استخدام غاز السارين أو مادة مشابهة له.

وقال أحمد ازومجو أن هذه النتائج "مؤكدة" وتستند الى عينات من عشر ضحايا تم تحليلها في أربعة مختبرات.

وقتل في الهجوم على خان شيخون التي يسيطر عليها مقاتلو المعارضة 87 شخصا على الاقل بينهم العديد من الاطفال. وأثارت صور القتلى والمصابين غضبا دوليا.

 

أخبار ذات صلة

newsletter