أبو الغيط: الأزمات الحالية تشكل تهديدا خطيرا للأمن القومي العربي

الأردن
نشر: 2017-03-27 12:07 آخر تحديث: 2017-12-26 15:46
تحرير: صدام ملكاوي
الامين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط
الامين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط

أكد الامين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط خلال كلمته باجتماع وزراء الخارجية العرب التحضيري للقمة العربية "قمة عمان" في البحر الميت، أن المواطن العربي من المحيط إلى الخليج يستشعر الوضع الذي يعيشه أشقاؤه في سوريا والعراق وفلسطين وليبيا واليمن.

وشدد أبو الغيط على أنه لا يجب نسيان القضية العربية الأساسية وهي القضية الفلسطينية، مؤكدا أن الأزمات الحالية تشكل تهديدا خطيرا للأمن القومي العربي لأنها تسمح بالتدخل الخارجي في الشؤون العربية.

وعن الأوضاع التي تمر بها الجامعة العربية قال أبو الغيط إنه يجب الاستمرار في عملية إصلاح الجامعة العربية.


إقرأ أيضاً: الصفدي: الإرهاب مسخ يجب استئصاله والقضاء عليه


ودعا أبو الغيط، الدول العربية الى تقديم الدعم الكافي للأردن ولبنان لما يقومان به من جهود في استضافة اللاجئين السوريين ، قائلا :"إنه ليس هناك ملجأ للعرب إلا العرب ونستطيع ان نعرف ذلك بشكل جيد عندما ننظر إلى أن الملايين الذين نزحوا وجدوا الملاذ الآمن في الدول العربية التي فتحت حدودها بكرم".

وشدد أبو الغيط على ضرورة أن يقوم النظام العربي بالتدخل الناجع لايقاف نزيف الدم في سوريا على أساس بيان جنيف 1 وقرارات مجلس الأمن التي تحفظ وحدة سوريا وتضمن للشعب السوري حريته وتطلعاته.

وفيما يلي نص كلمة الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط

معالي السيد أيمن الصفدي

وزير الخارجية وشؤون المُغتربين للمملكة الأردنية الهاشمية

أصحاب السمو والمعالي الوزراء،

أصحاب السعادة السُفراء،

السيدات والسادة،

يطيبُ لي في البداية أن أتقدم بخالص التهنئة لكم سيادة الرئيس، على تولي المملكة الأردنية الهاشمية رئاسة القمة وأعمال الدورة (28) مُتمنياً كل التوفيق والنجاح لأعمالها.

كما أغتنم هذه المناسبة لأتقدم بخالص الشُكر والعرفان إلى جمهورية موريتانيا على حسن استضافتها للقمة السابقة وعلى الجهود التي بذلتها خلال توليها رئاسة أعمالها، وأتوجه بالشكر في هذا الخصوص لمعالي السيد اسلكو أحمد ازيد بيه، وزير الشئون الخارجية والتعاون بالجمهورية الإسلامية الموريتانية على كل جهوده المُقدرة في متابعة تنفيذ قرارات الدورة السابعة والعشرين للقمة العربية.

السيد الرئيس

لا يخفى على أحدٍ منا حالة القلق التي تعتري المواطن العربي الغيور على مصير أمته .. وهو قلق مشروع في ظل ما تشهده المنطقة من اضطرابات مُزلزلة، وتغيرات متسارعة تقتلع حتى ثوابت الجغرافيا والديموغرافيا.. إن المواطن العربي، في كل دولنا من المُحيط إلى الخليج، يستشعر جراح إخوانه الذين يعيشون في مناطق الأزمات.. رهائن للخوف والذعر، وعرضة للقتل والتشريد ...إن القلب العربي ما زال حياً نابضاً.. وليس هناك من ملجأ للعرب سوى العرب.. ومن علامات صحة الكيان العربي، في وسط هذه العتمة، أن من نزحوا وأُخرجوا من ديارهم بالملايين وجدوا الملاذ الآمن والاستضافة الكريمة لدى إخوانهم في الدول العربية، التي فتحت أبوابها بكرم ومحبة يعكسان مشاعر عروبية صادقة... ويتعين علينا جميعاً أن نُقدم كل دعم ممكن، وكل مساعدة ضرورية لهذه الدول التي ينوء كاهلها بأعباء استضافة مئات الآلاف من اللاجئين، وفي مقدمتها الأردن التي تستضيف قمتنا، ولبنان التي تحملت فوق طاقتها ..

السيد الرئيس

لا يصحُ أن يبقى النظام العربي بعيداً عن التعامل مع أكبر أزمة تشهدها المنطقة في تاريخها الحديث، وأعنى بذلك المأساة السورية.. لا يصح أن تُرَحل هذه الأزمة الخطيرة إلى الأطراف الدولية والإقليمية يديرونها كيف شاءوا ويتحكمون بخيوطها وفق مصالحهم.. على النظام العربي – الذي تُعبر عنه جامعتكم هذه- أن يجد السبيل للتدخل الناجع من أجل إيقاف نزيف الدم في سوريا وإنهاء الحرب والتوصل إلى تسوية للأزمة على أساس بيان جنيف1 والقرار 2254، وبما يحفظ لسوريا وحدتها وتكاملها الإقليمي، ويضمن للشعب السوري تحقيق تطلعاته المشروعة...

إنني أناشد مجلسكم الموقر العمل بكل سبيل ممكن من أجل تفعيل الحضور العربي الجماعي في الأزمات الكبرى، سواء في سوريا أو في البؤر الأخرى للصراعات في اليمن وليبيا... فهذه الأزمات جميعاً تُشكل تهديدات خطيرة للأمن القومي العربي، بصورة لم نعهدها منذ احتلال إسرائيل للأراضي العربية في عام 1967.. ولا قِبل لدولنا بمواجهة هذه التحديات الأمنية والعسكرية فُرادى، خاصة وأنها تُمثل حزمة مُركبة ومتداخلة من المُشكلات السياسية الداخلية، والتدخلات الإقليمية في الشئون العربية.. وهذه كلها تهديدات عابرة للحدود تواجه دولنا كافة، وتهدد الكيان العربي في مجموعه كما تضرب الأساس الذي يقوم عليه وهو الدولة الوطنية المُستقلة ذات السيادة... ولن يكون مُمكناً مُجابهة هذه التهديدات إلا بالعمل الجماعي والجهد المُشترك المتضافر...

ولا ينبغي أن تُنسينا هذه الأزماتُ الضاغطة قضيتنا المركزية..القضية الفلسطينية.. إن الإجماع الدولي حول حل الدولتين واضحٌ وراسخٌ ..وقد رسمت المبادرة العربية للسلام الطريق إلى إنفاذ هذا الحل... والعرب على استعداد كامل للتعامل مع أي جهد دولي مخلص من أجل إنهاء الصراع وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة، وعاصمتها القدس الشرقية.

السيد الرئيس..

أكرر ما سبق وأن سجلته أمام هذا المجلس الموقر في نواكشوط في يوليو الماضي من إدراكي التام لأن سلطة القرار في العمل العربي المُشترك تعود إلى الدول العربية.. وهو ما أحرص عليه كل الحرص واضعه دوماً نصب عيني...ومن هذا المنطلق وحده فأنني أناشد هذا المحفل الكريم العمل بإخلاص على تمكين هذه المؤسسة الحاضنة للعمل العربي المُشترك.. إن عملية إصلاح وتطوير الجامعة يتعين أن تسير قُدماً بلا تلكؤ أو إبطاء، إلا أن هذه العملية المنشودة لا ينبغي لها أن تُعطل مسيرة الجامعة، أو أن تقود إلى تكبيل أنشطتها في مختلف مسارات العمل المُشترك، خاصة في هذه اللحظة الضاغطة التي نحتاج فيها لتعميق العمل العربي لا تقليصه، ولتعزيز الحضور العربي لا اضعافه...

أصحاب السمو والمعالي الوزراء..

إن الجامعة العربية تستمد قوتها وحضورها من رغبتكم الجماعية في العمل المُشترك .. وما نحتاجه حقاً هو تمكين الجامعة، من حيث التمويل والاسناد السياسي والدعم المعنوي، لكي تكون أكثر استعداداً للتفاعل مع الأزمات العربية الضاغطة، وأفضل تأهيلاً للاشتباك معها والانخراط بجدية في محاولات تسويتها.. ولن تكون هذه الجامعةُ قادرة على أن تلبي تطلعاتكم، أو أن ترتقي لمستوى طموح المواطن العربي، بينما موازنتها السنوية في العامين الماضيين تُعاني نقصاً خطيراً سبق أن كتبتُ إليكم بشأنه وأثق أنكم مطلعون على حجمه وتداعياته..

وأقول في عبارة موجزة إن الجامعة العربية هي مرآة لتضامنكم، وعنوان لوحدتكم.. فلنحرص جميعاً على أن يكون حضورها ونشاطها تجسيداً لهذا التضامن وتعبيراً عن هذه الوحدة..

السيد الرئيس

إن القضايا الضاغطة والمصيرية التي تشغل بال الرأي العام العربي متعددة ومتشعبة، وجدول أعمال المجلس حافلٌ بالكثير منها.. وأتمنى التوفيق والسداد لنقاشاتكم لما فيه خير أمتنا ورقي شعوبنا..

شكـــــراً سيادة الرئيس

أخبار ذات صلة

newsletter