Please enable JavaScript
Email Marketing by Benchmark
بالفيديو: القمة العربية من أنشاص إلى عمان .. القضية الفلسطينية الحاضر الأبرز فيها | رؤيا الإخباري

بالفيديو: القمة العربية من أنشاص إلى عمان .. القضية الفلسطينية الحاضر الأبرز فيها

الأردن
نشر: 2017-03-24 20:08 آخر تحديث: 2017-12-26 15:45
تحرير: محمد ابوعريضة
الصورة من الفيديو
الصورة من الفيديو

منذ مؤتمر أنشاص، الذي دعا إليه ملك مصر والسودان، وعقد في القاهرة عام 1946 إلى اليوم، يكون قد مضت سبعة عقود على أول قمة عربية، تعقدها الدول العربية، ويكون العرب قد تداعوا لمناقشة قضاياهم على مستوى الزعماء أكثر من أربعين مرة.

القضية الفلسطينية شكلت القاسم المشترك الأعظم في القمم العربية العادية منها والطارئة، أتخذ الزعماء العرب فيها عشرات القرارات، نفذت دولهم بعضها، وبعضها الآخر ما زال في الانتظار.

في قمة أنشاص، التي حضرها سبع دول عربية، قطعًا الأردن كان إحداها، اتخذ الحاضرون تسعة قرارات، خمسة منها كانت متعلقة بالقضية الفلسطينية، وهذا الأمر ينسحب على باقي القمم الأربعين.

على الرغم من دعوات عدة أطلقتها شخصيات عربية لاجتماع الزعماء العرب، ومناقشة نكبة فلسطين، وهزيمة الجيوش العربية عام 1948، غير أن الزعماء العرب لم يجتمعوا إلا عام 1956 في لبنان، بدعوة من الرئيس اللبناني حينذاك كميل شمعون، لمناقشة تداعيات العدوان الثلاثي على مصر، ومع أن عنوان القمة كان "العدوان الثلاثي"، إلا أن القضية القلسطينية كانت حاضرة بقوة في القمة.

من جديد انقطع الزعماء العرب عن الاجتماع على مستوى القمة تسع سنوات، انشغلوا فيها بخلافاتهم الكثيرة، ورسم خطوط العلاقات المعقدة بين دولهم.

حدث خطير دفع الزعماء العرب للاجتماع على مستوى القمة من جديد، تمثل في تحويل إسرائيل مجرى نهر الأردن، وتجفيفها المياه في بحيرة الحولة، فتداعوا في القاهرة بدعوة من الرئيس المصري الأسبق جمال عبدالناصر، عام 1964 لبحث هذا الأمر.

قمة القاهرة هذه تعد من أبرز القمم العربية، ففيها اتفق الزعماء العرب على تأسيس قيادة عربية موحدة للجيوش العربية، وتاسيس هيئة استغلال مياه نهر الأردن، ردًا على الخطوة الإسرائيلية، كما قررت هذه القمة إقامة قواعد عسكرية لتنظيم الشعب الفلسطيني، واختيار أحمد الشقيري لتأسيس منظمة التحرير الفلسطينية، لكن أبرز قرار اتخذه الزعماء العرب في هذه القمة هو عقد القمة العربية كل سنة بشكل دوري.

في العام نفسه التئمت القمة العربية في الاسكندرية، حيث رحب الزعماء العرب بتأسيس منظمة التحرير الفلسطينية، وأيدوا التوجه لتشكيل جيش التحرير الفلسطيني، وبعد عام من قمة الاسكندرية اجتمع الزعماء العرب في الدار البيضاء، بحثوا فيها القضايا ذاتها.

شكل عام 1967 ضربة قاسمة للعرب، ففي حزيران غار الطيران الإسرائيلي على الأردن ومصر وسورية، وألحقت إسرائيل بجيوش هذه البلدان هزيمة نكراء، واحتل الجيش الإسرائيلي الضفة الغربية وشبه جزيرة سيناء، إضافة إلى مرتفعات الجولان السورية.

وقبل أن يتمكن الزعماء العرب من لملة جراح بلادهم، وتجرع مرارة هزيمتهم، وفي أجواء محمومة شديدة الحرارة اجتمع الزعماء العرب في العاصمة السودانية الخرطوم، وهي القمة التي عُرفت بقمة اللاءات الثلاث "لا للاعتراف لا للتفاوض لا للصلح"، حضرتها كل الدول العربية، باستثناء سورية، التي طالبت بحرب شعبية لاستعادة الأراضي العربية المحتلة.

شكلت قمة الخرطوم، ولاءاتها الثلاث الأساس الموضوعي للتضامن العربي، وللقمم العربية اللاحقة خلال السنوات العشر، التي تلت هزيمة حزيران.

ومع أن قمة القاهرة التي عقدت في القاهرة في شهر أيلول عام 1970، شهدت مصالحة بين الراحلين الحسين بن طلال والرئيس الفلسطيني السابق ياسر عرفات، إلا أنها انتهت على فجيعة مؤلمة، إذ أن عبد الناصر فارق الحياة بعد أن ودع آخر ضيف عربي حضر القمة.

شكلت قمة الرباط عام 1974 مفصلًا تاريخيًا في التاريخ العربي، وتاريخ القضية الفلسطينية على وجه الخصوص، حينما اتخذ الزعماء العرب في العاصمة المغربية قرارًا باعتبار منظمة التحرير الفلسطينية الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني.

شهد عام 1976 مؤتمرين للقمة العربية، واحد استضافته الرياض، والثاني القاهرة، غير أن الزعماء العرب لم يتخذوا في هاتين القمتين قرارات ذات شأن كبير.

كان العرب يوم التاسع عشر من شهر تشرين الثاني عام 1977 على موعد مع حدث جلل، تمثل في زيارة الرئيس المصري الأسبق أنور السادات إلى مدينة القدس المحتلة في أول زيارة لزعيم عربي إلى إسرائيل.

كانت كل الدول العربية في حالة حرب مع إسرائيل ، والشعوب العربية كانت تعتبرها كيان غاصب معادي، ما جعل زيارة السادات هذه تشكل مفصلًا مهمًا في التاريخ العربي الحديث.

وقعت مصر وإسرائيل عام 1978 اتفاقية سلام عرفت اتفاقية "كامب ديفيد"، ما دفع الزعماء العرب إلى الاجتماع في بغداد في قمة عربية غابت عنها مصر، اتفق فيها الحاضرون على نقل مقر الجامعة العربية من القاهرة إلى العاصمة التونسية، واختيار التونسي الشاذلي القليبي أمينًا عامًا لجامعة الدول العربية، بدلًا من المصري محمود رياض، الذي كان أمين عام للجامعة العربية إبان اتفاقية كامب ديفيد.

لكن، أبرز ما اتخذته هذه القمة هو تخصيص مئات ملايين الدولارات لدعم دول الطوق لدعم صمودها، لذا أُطلق على هذه القمة "قمة الصمود والتصدي".

التأمت القمة العربية للمرة الثانية بعياب مصر في تونس عام 1979، وفي العام التالي استضافت عمان أول قمة عربية في تاريخها، غابت عنها مصر أيضًا.

ومع أن الزعماء العرب عقدوا قمم عربية في عقد الثمانينات، غير أنها ظلت قممًا تفتقر إلى الاجماع، نظرًا لخروج مصر من مؤسسة القمة العربية، وما شكله ذلك من اختراق استراتيجي خطير على الأأمن القومي العربي، لم يتمكن العرب من تجاوز تداعياته حتى عام 1990، حينما عادت مصر إلى القمة العربية، لكن كانت قد مرت في نهر القمة العربية مياه كثيرة، حولت المسار من لاءات الخرطوم الثلاث إلى الموافقة على المشاركة في مؤتمر مدريد للسلام عام 1991.


إقرأ أيضاً: انطلاق أعمال قمة عمّان العربية في يومها الأول


عودة مصر إلى مؤسسة القمة العربية عام 1990 ترافق معها حادث جلل جديد، ما زال العرب يعيشون تداعياته، تمثل في الاحتلال العراقي للكويت، وتشكل الحلف الثلاثيني لتحرير الكويت بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية.

بعد خروج الجيش العراقي من الكويت، شهد عقد التسعينات ثلاث قمم عربية، لم تفلح في إعادة اللحمة إلى القمة العربية، فقد زادت شقة الخلافات، ولم تقتصر على العراق من جهة والسعودية ودول الخليج من جهة أخرى، بل تعدت ذلك إلى نزاعات وخلافات جمة استحكمت، وفرضت أجواء مشحونة داخل مؤسسة القمة، وداخل أروقة الجامعة العربية.

بعد رحيل الملك الحسين، وتقلد الملك عبدالله الثاني مقاليد الحكم، التئمت القمة العربية في عمان عام 2001، اتخذ الزعماء العرب فيها قرارات تمحورت، كشأن معظم القمم العربية، حول الشأن الفلسطيني.

شهد العام التالي لقمة عمان تحولًا كبيرًا طرأ على القمة العربية، حينما تبنى الزعماء العرب في قمة جديدة عُقدت بيروت مبادرة ولي العهد السعودي حينذاك، الأمير عبدالله بن سعود، للسلام مع إسرائيل، وشهدت هذه القمة لأول مرة انفراجًا محدودًا بين العراق والكويت.

لم يمض على الانفراج الجزئي في العلاقات العراقية الكويتية عام واحد، قبل أن تبدء الولايات المتحدة الأمريكية بغزو العراق، واحتلاله، وإسقاط حكم الرئيس صدام حسين.

في أجواء التحضير لغزو العراق عقد الزعماء العرب مؤتمر قمة جديد في شرم الشيخ، لم يسفر عن شيء، فقد كانت طبول الحرب أقوى من كل الكلام في السياسة.

عقد الزعماء العرب بعد قمة شرم الشيخ عدد غير قليل من مؤتمرات القمة، ظلت تدور حول القضايا العربية الأساسية، في مقدمتها القضية الفلسطينية، غير أن بدء الربيع العربي، وسقوط أنظمة عربية، ودخول أخرى في صراعات عنيفة، وتفاقم الوضع في سورية واليمن وليبيا، جعل مؤتمرات القمة العربية تراوح مكانها من عام 2011، وادخل إلى مؤسسة القمة العربية مفردات جديدة، وفرض عليها تطورات سياسية، دفعت في أحيان كثيرة القضية الفلسطينية إلى الخلف، بعد تصدر المشهد العربي العام قضايا جديدة.

تأتي قمة عمان في ظروف بالغة التعقيد، فالوطن العربي منقسم على نفسه، والأحداث الجسام تزيد من ضبابية المشهد القاتم فيه، سورية تتدمر، واليمن يتآكل، وليبيا تخوص في وحل حرب لا تذر ولا تبقي، والعراق في حرب صعبة مع عصابة داعش الإرهابية، والفلسطينيون يتعرضون صباح مساء إلى شتى أنواع التنكيل، والأرض الفلسطينية يقرضها الاستيطان بالتدرج.

عمان اليوم محط أنظار كل العالم، الشعوب العربية تنتظر من الزعماء العرب، الذين سيجتمعون خلال الأسبوع المقبل في البحر الميت، قرارات مهمة، تعيد الحيوية إلى القمة العربية، واللحمة إلى الجسم العربي.

 

أخبار ذات صلة

newsletter