Please enable JavaScript
Email Marketing by Benchmark
لماذا لجأت ملكة بريطانيا إلى رجال أفغان لحمايتها؟ | رؤيا الإخباري

لماذا لجأت ملكة بريطانيا إلى رجال أفغان لحمايتها؟

هنا وهناك
نشر: 2016-11-21 02:06 آخر تحديث: 2017-12-26 15:45
تعبيرية
تعبيرية

 

بين أفواج حرس المُشاة الخمسة المكلفون بحراسة المقار الملكية الرسمية، هُناك ثلاثة أفواج يعانون نقصاً حاداً في عدد أفرادهم على مُستويات المجندين صغار السن.

فبحسب أرقام وزارة الدفاع؛ قد يحشد فوج الحرس الاسكتلندي، الذي يتباهى بتولّى الملكة قيادته العليا ويرجع تاريخه إلى عام 1642، 260 من أفراد الحرس فقط - وهي رُتبة تعادل الجنود.

وحسب تقرير نشرته صحيفة Express البريطانية 20 نوفمبر/تشرين الثاني؛ فالوضع أسوأ من ذلك بالنسبة لأفواج الحرس الآيرلندي والحرس الويلزي؛ فلدى كل منهما 230 حارساً فقط، إضافة إلى الضغط لدمجهما في المُستقبل.


إقرأ أيضاً: دعوات لحل النظام الملكي في بريطانيا


وفي إحدى محاولات التعامل مع الأزمة؛ تمت الاستعانة برجال أفغان من صفوف الحرس الاسكتلندي لسد العجز في كتيبة الحرس الويلزي.

وخرجت تلك الأرقام بعد أسبوع من تصريحات القائد السابق للجيش البريطاني الجنرال لورد دانات، والتي أدلة بها لصحيفة Sunday Express البريطانية، بأنه يبنغي على بريطانيا زيادة نفقاتها الدفاعية بنحو 5 مليارات جنيهاُ إسترليني، لتلبية احتياجاتها التشغيلية.

مثير للقلق

ويُكلَّف كل قائد فوج بإبقاء القيادة العليا للجيش على علم بالأرقام المُتعلّقة بالجُنْد، وتَرٍد تلك الأرقام إلى قصر باكنغهام في نشرة رسمية ربع سنوية للفعاليات، بما يضمن إبقاء الملكة
على اطّلاعٍ بأي انخفاض في الأرقام.

وأكد ضابط كبير ذو صلة بالقصر الملكي أن نقص قوات المشاة كان مثيراً للقلق، وأضاف قائلاً "قد اتضح جداً داخل القصر وبين صفوف القيادة العليا للجيش أنه لا يجب إزالة أفواج حرس المشاة الخمسة من الصف الأول، ويأتي ذلك التوجيه مصحوبا بأييد ملكي، مما يضع قوات الحرس فوق أي ردع أو خطط مُستقبلية لحلها".

وكشفت الصحيفة في عام 2011 كيف واجه فوج حرس كولدستريم وضعاً خطيراً إثر التخفيض الكاسح لنفقات الدفاع.

وقد تم التصدّي لذلك فحسب عندما توجه مُستشارون وثيقي الصلة بالملكة بتوصياتهم لضباط رفيعي المُستوى في اللجنة التنفيذية لمجلس الجيش بألا يكون هناك تقليص على الإطلاق.

وفي أيرلندا الشمالية؛ هيمن الفوج الأيرلندي الملكي على التجنيد، مُؤثراً بذلك على أعداد أفراد قوات فوج الحرس الايرلندي. بينما في ويلز؛ يختار الرجال والنساء صغار السن المُنضمون للجيش الالتحاق بأفواج أكثر حداثة يتمكنون فيها من تعلّم حرفة.

وأضاف مصدر آخر رفيع المستوى أن "تدنّي مُنحنى الأرقام يبدو واضحاً، ويعدُ مُشكلةً صعبةً".

وأضاف أن "هذه القضية مُتفاقمة على مستوى رتبة الجنود، على ما يبدو جراء الرفض اللافت للانتباه لقوات الحرس بالتنازل عن مكانتهم لصالح أفواج بديلة مثل الفوج الملكي
الايرلندي الذي لا يملك نفس العلاقة الخاصة مع الملكة بطبيعة الحال".

ومع ذلك؛ فالفوج الملكي الاسكتلندي، الذي يدرّب بالكاد 200 جندياً في الكتيبة الواحدة قد تضائلت أعداد أفراده أيضاً لدرجة يُرثى لها، مما يُرجّح انخفاض الروح المعنوية بعد التقليص الشديد للموارد، كما أن فقدان الثقة في العمل لدى الجيش كمسار مهني يلعب دوراً في ذلك أيضاً.

وقال العميد ألان مالينسون، وهو عضو سابق بسلاح الفرسان ومؤلف كتاب صناعة الجيش البريطاني "The Making of the British Army"، إن "قوات الحرس تمثّل أفضل ما في الجيش البريطاني".

وأضاف أن "القوات الجوية الخاصة مازال لديها ضباطٌ وافدون من أفواج الحرس أكثر من أي فوج آخر".

وتابع أن " الأكاديمية العسكرية الملكية ساندهيرست تُدار كذلك من قِبل حرس المُشاة، وأنهم مَن يؤكدون أن معاييرهم رفيعة المُستوى مُستدامة عاماً بعد عام".
ويرى مالينسون أن إحساس الأفواج بالتقاليد الراسخة هو ما يعطيهم القوة.

فقال إن "جذورهم العميقة تعد أمراً أساسياً لإحساسهم بالهوية، وقد شهد هذا العقد الأخير اندماجاً بعد اندماج، بإعادة تشكيل صف العديد من الأفواج التي لا يعرف الأفراد فيها بعضهم بعضاً، ولم يعد لديهم تقليدٌ مُشتركاً".

وتابع قائلاً: "إن الأبّهة التي تقدّمها الفعاليات الاحتفالية تعد أمراً مصيرياً بالنسبة لطريقة تخطيط بريطانيا لقوتها الناعمة حول العالم، كما هو حال العائلة الملكية نفسها، حيث يعزز كلٌ منهم الآخر".

وقال "لكننا مسؤولون عن كتلة حرجة، وأي تقليص آخر سيعرقل عمل قيادة الجيش العليا، وسيؤثر ذلك على فعالية النظام الملكي".

وتُقِر وزارة الدفاع بما وصفته بالتضاؤل "الطفيف" لأعداد الجنود، وقالت مصادر إن أي فجوة يعانيها أحد أفواج الحرس يتم سدّها بجنود ينتمون إلى فوج آخر، لضمان الفعالية التنفيذية.

ومع ذلك؛ رَفَضَ ذلك الحل وزيرُ الدفاع السابق والنائبُ البرلماني، جيرالد هوارث، الذي تأوي مدينته ألدرشوت اثنين من أفواج الحرس.

فقد قال إن "خلط وملاءمة الأفواج لا يقدٍّر كبرياء الشارة، لا سيما في السياق التاريحي لأفواج الحرس".

وتابع أن "هؤلاء ليسوا مجرد حرّاسا احتفاليين يرتدون زي البيرسكين، فهم يقاتلون الأعداء أيضاً، والناس يقاتلون على نحو أكثر فعالية عندما يكونوا في كيان متماسك، فهم يقاتلون لأجل الإنسان الواقف إلى جوارهم، لأجل شخص يعرفونه جيداُ".

وقال متحدث باسم الجيش: "إن قوات المشاة، بما في ذلك فوج الحرس المشاة كافين لتلبية احتياجاتهم العملية والاحتفالية".

 

أخبار ذات صلة

newsletter