Please enable JavaScript
Email Marketing by Benchmark
هل يعفى قاتل والدته من العقوبه ..القانون يجيب | رؤيا الإخباري

هل يعفى قاتل والدته من العقوبه ..القانون يجيب

الأردن
نشر: 2016-11-07 06:54 آخر تحديث: 2023-06-18 15:27
تحرير: ليندا المعايعة
تعبيرية
تعبيرية

أثارت جريمة "طبربور" التي شغلت الرأي العام، حين أقدم عشريني على قتل والدته الخمسينية، وجز عنقها واقتلع عينيها، وتركها على الأرض غارقة بدمائها دون أن تتحرك مشاعره، جدلاً قانونياً واجتماعية.
الجدل القانوني أثير في أعقاب الكشف عن أن الجاني ارتكتب جريمته تحت تأثير مخدر "الجوكر" الذي أدمنه، والذي يعتقد البعض انه يتيح لمرتكب الجريمة تحت تأثيرة الاستفادة من العذر الخفف المنصوص عليه في قانون العقوبات.


وبالتزامن مع الجدل القانوني، أثير جدل اجتماعي انقسم فيه الناس، بين من وجد بادمان الجاني للجوكر مبرراً في ارتكاب الجاني للجريمة لعدم ادراكه ما اقدم عليه، واعفاءه من العقوبه كونه غير واع عما يفعل ،وبين من يدعون لتغليظ العقوبة بشكل أكبر، لارتكابة جريمتين الأولى الأدمان والثاني القتل.


تدرج القاتل فهو من اصحاب الاسبقيات الجرمية لكونه متعاط للمخدرات فبدأ مشواره مع سجائر الحشيش ، وتنوع بما يتعاطاه الى ان و استدل لطريق الحشيش الصناعي "الجوكر" ، سعره ارخص ، سهولة الحصول عليه ،يدخل المتعاط في حالة من الهلوسة العقليه وقد يصل ممن يتعاطون جرعة زائدة منه لحد الموت .


خلال استجوابه من قبل مدعي عام الجنايات الكبرى طرح عليه سؤالا عما اذا كان متناولا للجوكر خلال تنفيذه الجريمة والذي انكره جملة وتفصيلا بقوله " ما كنت ماخذ جوكر" ،وعلى الرغم من ذلك فتقارير المختبر الجنائي ستكون هي من يحسم الامر .

افرد قانون العقوبات الاردني لسنة 1960 نصوصا في المسؤوليه الجزائية ،والسؤال المثار هل يعاقب القانون من يقدم على ارتكاب جريمة قتل تحت تاثير المشروبات الكحوليه او المخدرات ،وهذا ما يوضحه مساعد نائب عام محكمة الجنايات الكبرى القاضي جهاد الدريدي ،الاصل في مسؤولية الشخص الجزائية عن افعاله ان يكون الشخص حين اقدامه على الفعل الذي يعد في نظر القانون جلايمه تمهيدا لايقاع العقوبه المقررة قانونا عليه ان يكون قد اقدم على الفعل عن وعي وإرادة ،وهذا ما نصت عليه المادة 74\1 من قانون العقوبات بقولها " لا يحكم على احد بعقوبة ما لم يكن اقدم على الفعل عن وعي وإرادة "


ويفصل القاضي الدريدي ذلك " يمثل اجتماع الوعي والإرادة المعاصرين لارتكاب الافعال الماديه للجريمه ،ركنها المعنوي والذي لا تقوم الا به ويعبر عنه بانه الحاله العقليه والنفسيه للجاني وقت اتيانه لماديات الجريمه.


ويفند ذلك بان يقوم هذا الركن على شرطين هما ،الادراك وهو حالة تتعلق بسلامة العقل او ضعفه او اعتلاله ،
حرية الاختياروهي حالة نفسيه تتعلق بمدى استغلال الارادة عن القوى الخارجية المؤثرة فيها .


وقال اذا اختل اي من الشرطين اعلاه غاب الحق في ايقاع العقاب ،فان كان الخلل في الشرط الاول "الادراك" اي سلامة العقل اعتبر ذلك مانعا من موانع المسؤوليه وبالنتيجه العقاب ،وان كان في الشرط الثاني "حرية الاختيار " اعتبر ذلك مانعا من موانع العقاب.


واضاف بما ان البحث في موانع المسؤوليه فالتفصيل فيه حيث حددت المواد من 91 وحتى 94 من قانون العقوبات هذه الموانع فالمادة 91 تنص " يفترض في كل انسان بانه سليم العقل او بانه كان سليم العقل حين ارتكاب الجريمة حتى يثبت العكس " ،اذا الاصل سلامة العقل والاستثناء هو ضعفه او اعتلاله وهذا امر لا بد من اثباته .


المادة 92 تنص" يعفى من العقاب كل من ارتكب فعلا او تركا اذا كان حين ارتكابه اياه عاجزا عن ادراك كنه افعاله او عاجزا عن العلم بانه محظور عليه ارتكاب ذلك الفعل او الترك يسبب اختلال في عقله ".


كا من اعفي من العقاب بمقتضى الفقرة السابقه يحجز في مستشفى الامراض العقليه الى ان يثبت بتقرير لجنة طبيه شفاؤه وانه لم يعد خطرا على السلامه العامة
واوضح القاضي الدريدي ان هذه المادة تعالج اختلال العقل بسبب مرضي لا ارادة للجاني فيه وترفع عنه المسؤوليه لثبوت انه غير واعي بمعنى غير مدرك لكنه افعاله بسبب خارج عن ارادته .


اما المادة 93 " لا عقاب على من يكون فاقد الشعوراو الاختيار في عمله وقت ارتكاب الفعل لغيبوبة ناشئة عن الكحول او عقاقير مخدرة ايا كان نوعها اذا اخذها من دون رضاه او على غير علم منه بها "
ويقول الدريدي الواضح من النص ان غياب الوعي نتيجة التسمم بالكحول والمخدرات حتى يعفى من المسؤوليه ،فشرطه ان يكون قد تناولها بالاكراه او الحيلة ،وان لا يكون قد تناولها بارادته .


واضاف المشرع ومن خلفه القضاء والفقه منعقدان على استصحاب حالة الوعي،اذا كان الشخص قد خرج منها بارادته ،لان القول بخلاف ذلك يعني اننا نقول لاي شخص يريد ان يرتكب جريمه ،تناول وهذا ما لا يقبله عقل او منطق .

ويؤكد القاضي الدريدي ان تناولت المسكرات وخرجت عن وعيك بارادتك فانت مسؤول عن جريمتك مسؤوليه كامله وستعاقب عليها وكانك في وعيك.
فقاتل والدته ،يواجه تهمة القتل العمد مع سبق الاصرار والواقع من الفروع على الاصول مع تشديد العقوبة ، وتصل عقوبتها بحدها الاعلى الى العدام شنقا حتى الموت .

أخبار ذات صلة

newsletter