Please enable JavaScript
Email Marketing by Benchmark
لماذا تحرس عائلتان مسلمتان أقدس كنيسة في القدس | رؤيا الإخباري

لماذا تحرس عائلتان مسلمتان أقدس كنيسة في القدس

هنا وهناك
نشر: 2016-11-02 18:52 آخر تحديث: 2020-07-16 10:14
ارشيفية
ارشيفية

يقع أحد أكثر الأضرحة قدسية في الديانة المسيحية بكنيسة القيامة ويعتقد أن القبر الصخري في قلب الكنيسة هو المكان الذي دفن فيه المسيح عليه السلام.

حسب ترتيبات أقرها القائد العربي المسلم صلاح الدين الأيوبي في القرن الثاني عشر، تم تسليم مفتاح كنيسة القيامة بمدينة القدس المحتلة في فلسطين لعائلتين مسلمتين تقومان على حراسة مبنى الكنيسة وما بداخلها.

فعائلة “نسيبة” المقدسية مهمتها فتح وغلق باب الكنيسة يوميا، بينما تتولى عائلة “جودة، المحافظة على المفتاح وحفظه، الذي هو عبارة عن قطعة من الحديد المصبوب بطول قدم.

في مقابلة مع قناة “سي إن إن” في وقت سابق من هذا العام، قال أديب جودة الحارس الحالي للمفتاح “اعتبر مهمة عائلتي الموروثة إشارة إلى التسامح الديني”، مشددا على أن “مصدر التعايش الديني بين الديانتين الإسلامية والمسيحية هي كنيسة القيامة”.

تعايش إسلامي مسيحي

من جهته وصف نظيره وجيه نسيبة الدور الأساسي الذي تقوم به العائلتان المسلمتان لصحيفة “سان فرانسيسكو كرونيكل” قائلا “مثل جميع الإخوة دائماً ما توجد مشاكل”، مشيراً إلى الطوائف المسيحية المتناحرة.

وأضاف نسيبة في تصريحات صحفية ” نحن نساعدهم على تسوية نزاعاتهم، نحن شعب محايد في الكنيسة، نحن مثل الأمم المتحدة، نساعد في الحفاظ على السلام في هذا المكان المقدس”.

إجماع مسيحي

وتجمع الطوائف المسيحية على إبقاء المهمة للعائلتين المسلمتين، إذ يتم إعادة تسليم المفتاح لهما ثلاث مرات في السنة، تتزامن عند الطائفة اللاتينية بـ”خميس الغسل” وعند طائفة الروم بـ”الجمعة الحزينة” والطائفة الأرمنية بـ”سبت النور”.

وصنع الباب الحالي للكنيسة وجدد سنة ،1808 ويبلغ ارتفاعه نحو خمسة أمتار وعرضه ثلاثة أمتار، وله قفلان أحدهما على مستوى الوقوف، والآخر على مستوى عال يحتاج إلى سلم، حيث يتسلق وجيه نسيبة سلماً للوصول إليه.

أكثر الأضرحة قدسية

يقع أحد أكثر الأضرحة قدسية في الديانة المسيحية بكنيسة القيامة، ويعتقد أن القبر الصخري في قلب الكنيسة هو المكان الذي دفن فيه المسيح عليه السلام.

في ذلك، ذكرت صحيفة واشنطن بوست أنه “تم إزاحة بلاطة الرخام الواقع في المبنى المستدير المعروف باسم “Edicule”، وتعني البيت الصغير في الوسط الأسبوع الماضي ولأول مرة منذ قرون، وذلك من قبل فريق من مرممي الآثار والباحثين، وهي البقعة التي بدأ عندها مشروع الترميم حيث ركع وصلى ملايين الحجاج، حيث مهد الملح من الدموع والعرق الحجر الصلب حسب الاعتقاد المسيحي”.

وأضافت الصحيفة الأمريكية أنه “بعد ساعات من الفحص الدقيق وجد الفريق ما يعتقدون أنه الحجر الجيري الأصلي الذي وفقاً للتقاليد وضع عليه جسد المسيح، في حين امتلكت فضائية ناشونال جيوغرافيك إمكانية وصول حصري للمشروع وتغطيته فنشرت صورًا ولقطات من هناك حينها”.

أعمال الترميم

وقد بدأت أعمال الترميم بعد سنوات طويلة من النزاع على “شرف دفع الكلف”، إلى أن حسم العاهل الأردني عبد الله الثاني الأمر وذلك بتكفله بالصيانة بصفته وصيًا على الديار المقدسة هناك، بكلفة وصلت إلى 3 ملايين دولار.

وقال فريدريك هيبرت عالم الآثار المختص لـ”ناشونال جيوغرافيك”، “أنا مندهش تماماً، ركبتي تهتز قليلاً لأنني لم أكن أتوقع هذا، لا نستطيع الجزم بنسبة 100% لكن يبدو الأمر جليا أن موقع القبر لم يتغير مع مرور الوقت، وهو ما تساءل حوله المؤرخون والعلماء لعقود”.

وقد تم إعادة إغلاق القبر بكسوته الأصلية من الرخام.

وأردفت صحيفة “واشنطن بوست” بأن “النقاشات ستستمر حول ما إذا كان هذا هو الموقع الحقيقي لعملية صلب ودفن وقيامة المسيح الأكثر شهرة في هذه الديانة، وأياً كان مصدر القصة التي قادت إلى إنشاء الكنيسة أول مرة قبل 1600 سنة وأصبحت الآن جزءاً من التاريخ الحقيقي”.

تاريخ الكنيسة

ولفتت الصحيفة إلى مجموعة تفاصيل عن تاريخ الكنيسة الطويل قائلة: “اليوم يمتلئ المكان بالتقوى لكن التاريخ يعرف أنه ممتلئ بالدم، هنا أقيمت على الأقل أربع كنائس مسيحية، أولها كان كنيسة أقامها الإمبراطور قسطنطين في القرن الرابع عشر، حيث دمر الهيكل الوثني هادريان الذي بني تكريماً للآلهة أفروديت، وربما كانت هذه خطوة من روما لحرمان المسيحيين الأوائل من الحصول على مكان للحج”.

وواصلت الصحيفة بقولها “أنقذ الخليفة الفاتح عمر بن الخطاب القبر المقدس عام 638؛ ودمر من قبل الخليفة المصري الحاكم بأمر الله عام 1009؛ ثم أعاد الصليبيون بناءه بعد ذبحهم نصف سكان المدينة؛ وحماه مجدداً الفاتح المسلم صلاح الدين الأيوبي، ثم هدمت مجدداً من قبل الأتراك الخوارزميين الذين دخل فرسانهم الكنيسة وقطعوا رؤوس الرهبان خلال صلاتهم”.

وتابعت الصحيفة الأمريكية أنه “حتى عندما لم يكن هناك حراك ديني عسكري صوب المدفن، كانت التوترات بين العبّاد المؤمنين مشتعلة، وتمت مشاركة الكنيسة لقرون من قبل ستة مجموعات مسيحية قديمة؛ اللاتينية الكاثوليكية، والروم الأرثوذكس والأرمن الأرثوذكس والأرثوذكس السوري والأرثوذكسية الإثيوبية وأقباط مصر”.

خلافات الطوائف

ونوهت “واشنطن بوست” إلى أنه “أثارت الخلافات بين هذه الطوائف حول مشاركة الكنيسة مناوشات وأعمال شغب في الشوارع، وعلى مر العصور اشتبك رجال الدين من مختلف الرتب حول طقس كنس الدرجات وموقع السجاد أمام المذابح وحتى حق المشي في الموكب نحو الـ”Edicule”.

في هذا السياق كتب المؤرخ أورلاندو فيجيز مشيراً إلى معركة ضارية بين الأرثوذكس ورجال الدين الكاثوليك وقعت عام 1846 قائلا ” لم تحارب المجموعات المتنافسة من المصلين فقط بقبضاتهم، بل بالصلبان وعصي الشمعدانات والكؤوس والمصابيح والمباخر وحتى بقطع خشبية مزقوها من الأضرحة المقدسة، واستمر القتال باستخدام السكاكين والمسدسات التي هرّبت إلى داخل القبر المقدس من قبل مصلين من كلا الطائفتين”.

وما تزال العداوات بين الطوائف المسيحية قائمة حتى يومنا هذا وحالت دون القيام بإصلاحات ضرورية وتحسينات هيكلية للموقع.

في عام 2009 اندلع شجار دموي بين الكهنة الأرمن والروم الأرثوذكس وأدى هذا الشجار إلى غمر الكنيسة بشرطة مكافحة شغب إسرائيلية.

وأشارت الصحيفة إلى مجموعة أخرى من الحوادث التي لُخصت من قبل مراقبين في وقت سابق، كان أهمها “نقل راهب قبطي مهمته الجلوس على السقف للتعبير عن ادعاءات الأقباط للجزء الإثيوبي من السقف إلى الظل في العام 2002، في حين اعترض الإثيوبيون على هذا النقل واندلعت معركة أدخل فيها 11 راهباً على إثرها إلى المستشفى”.

وفي عام 2004، يدعى أن راهبًا أرثوذكسيًا ترك الباب المؤدي إلى كنيسة الفرنسيسكان مفتوحاً بعد الموكب، في الوقت الذي اعتبر فيه الفرنسيسكان هذا دليل على عدم احترام، الأمر الذي تسبب باعتقالات بعد عراك الأيدي الذي تلا ذلك.

كما اندلع شجار في “أحد الشعانين” في العام 2008، وذلك بعد طرد راهب أرثوذكسي من مبنى الكنيسة عندما وصلت الشرطة لوقف الشجار استهدفهم الرهبان أيضاً، وفي العام نفسه وقعت مشاجرات بين رهبان ومتفرجين يراقبون معجزة النار المقدسة.

أخبار ذات صلة

newsletter