جميلة الشلالدة.. القابضة في بيتها على جمر الاحتلال ومستوطنيه

فلسطين
نشر: 2016-10-17 07:30 آخر تحديث: 2017-12-26 15:45
الحاجة جميلة الشلالدة
الحاجة جميلة الشلالدة

رسمت الحاجة جميلة الشلالدة، 56 عاما، أسمى قصص الصمود والتحدي، قابضة على جمر الاحتلال ومستوطنيه، في بيتها القديم، الذي تحول إلى ما يشبه سجنا محاطا بالأسلاك الحديدية، مقابل البؤرة الاستيطانية " بيت هداسا" أو "الدبويا"، في شارع الشهداء، وسط الخليل.

حصار.

"أم العبد" التي تعيش في منزل اشترته عائلة زوجها، مع أبنائها الثلاثة وحفيدها بعد موت زوجها، تعاني مع ما تبقى من عائلات الشارع المغلق، مع جميع محاله التجارية منذ ما يزيد عن عشرين عاما، ولم يتبق سوى بابا واحدا يمكن العبور منه إلى هذا الشارع، لكن ليس بهذه السهولة فهو محاط بأبراج مراقبة وبوابات تفتيش الكترونية، ما أجبر معظم عائلاته الفلسطينية للرحيل قسرا، بفعل اعتداءات المستوطنين التي لا تنتهي وبحماية وحراسة قوات كبيرة من جيش الاحتلال، الهادفة إلى تفريغ الشارع وتهويده بالكامل.

قلبوا المعادلة!

تغير واقع حياة "أم العبد"، عندما انتقلت للعيش في بيتها منذ ثمانينيات القرن الماضي، عندما كان يجاورها حوالي ثمانين عائلة فلسطينية، مقابل ثلاث عائلات استيطانية فقط، قبل أن ينقلب الحال ويتحول أصحاب الأرض إلى أقلية، بعد أن استولى المستوطنون بواقع القوة على منازل وبيوت العائلات، وبات تتركز فيه عائلات المستوطنين الذين تضاعف عددهم لأكثر من 42 عائلة، وما يقارب أربعمئة مستوطن ينغصون حياة السكان ويحولونها إلى جحيم لا يطاق.

المواطنة الصامدة..

وترفض الحاجة الشلالدة، التي غدت مثال للمرأة الفلسطينية الجبارة، الرحيل عن بيتها، وتتحمل الألم والمعاناة، بل تعلم أحفادها التحدي والصمود مهما كلف الثمن، رغم قهر الاحتلال ومستوطنيه وقسوتهم، موضحة أنها تعيش رعبا دائما على أولادها وأحفادها، التي تضطر لاصطحابهم يوميا إلى البوابة الالكترونية وتأمين دخولهم وخروجهم خوفا عليهم من اعتداءات جنود الاحتلال التي أصبحت أياديهم على الزناد ويطلقون الرصاص بلا سبب.

وأضافت، أنها ركّبت شبكا معدنيا على جميع نوافذ منزلها، في محاولة لتفادي أذى المستوطنين، الذين يلقون النفايات والحجارة، ولا يكتفون بذلك، بل يطلقون النار من أسلحتهم الحديثة التي يحملها الصغير والكبير ومتأهبين على الدوام لإطلاق النار على أي شخص يمشي في الشارع.

وأشارت "أم العبد"، إلى أن اعتداءات المستوطنين تزايدت وتضاعفت حديثا، فكانت شاهدة على إعدام العديد من الشهداء، كالشهيدة هديل الهشلمون، التي رأت كيف أفرغ الجنود أسلحتهم في جسدها وبقيت على الأرض تنزف لأكثر من ساعتين دون أن يقترب لإسعافها أحد، وكذلك الشهيد فاروق سدر، الذي يوافق ذكرى استشهاده نهاية هذه الشهر، موضحة أنه كان يهبط الدرج المقابل لمستوطنة "بيت هداسا"، عندما تم إطلاق النار وبقي ينزف على الأرض لساعات، تقول إنها أصيبت بانهيار عصبي لهول المنظر، فالشاب أعدم بدم بارد، وكان بإمكان إنقاذه إلا أنهم لم يسمحوا لأحد الاقتراب منه أيضا.

وتتمسك "أم العبد"، رغم هجرة العائلات من شارع الشهداء، والمضايقات والاعتداءات، ببيتها، مؤمنة "أن الله يمهل ولا يهمل".

أخبار ذات صلة

newsletter