Please enable JavaScript
Email Marketing by Benchmark
ما يجري في الرياض يمهد لحرب إقليمية ترفع أسعار النفط والغاز وترسم ملامح أوسط جديد | رؤيا الإخباري

ما يجري في الرياض يمهد لحرب إقليمية ترفع أسعار النفط والغاز وترسم ملامح أوسط جديد

مقالات
نشر: 2017-11-09 17:04 آخر تحديث: 2017-11-09 17:04
كتابة: د. شهاب المكاحله وماريا (دوبوبيكوفا) المكاحله
د. شهاب المكاحله وماريا (دوبوبيكوفا) المكاحله

يبدو أن عهد المملكة العربية السعودية بحلتها القديمة قد انتهت مع انتهاء نفوذ الحرس القديم وتقييد صلاحيات رجال الدين إن لم يكن دفن ما تبقى من الأثر الوهابي في المجتمع السعودي التي تلبس اليوم ثوباً جديداً عصرياً يواكب العصر مهَد لها الأمير محمد بن سلمان، ولي العهد السعودي، الذي بات رجل المرحلة اليوم إثر تهديداته لإيران عدة مرات كان آخرها قبل أيام عقب قيام أنصار الله الحوثين بإطلاق صاروخ ذو منشأ إيراني من الأراضي اليمنية على مطار الملك خالد في الرياض.

يبدو أن حالة من الفوضى ستهب على المنطقة مع تشكل تحالفات جديدة. واليوم يمكننا القول أن الأمور باتت مستتبة لتتويج الأمير ملكاً على السعودية عقب أن قام بحملة تطهير شاملة شملت عدداً من الأمراء تحت عنوان مكافحة الفساد. والسؤال المطروح كيف تم للأمير الشاب كل ذلك ومن يقف خلفه؟

يبدو أن ضوءاً أميركياً قد تم أعطاؤه للأمير الشاب عقب زيارته لواشنطن في أبريل 2017 ولقائه بالرئيس الأميركي دونالد ترمب الذي قال له بالحرف الواحد: "كل شئ له ثمن" وكان لترمب ما كان في قمة الرياض في 21 مايو 2017 حين حصل على استثمارات سعودية بمبالغ فاقت 400 مليار دولار أميركي. تبع ذلك تخلص الأمير الشاب من عقبات أساسية منها إعادة تشكيل الجيش والأمن بعد سحب صلاحيات محمد بن نايف وقام بتهئة الإعلام لخدمة المرحلة القادمة وطلب من المؤسسة الدينية وكبار العلماء الالتزام بالتعليمات أوالوقوف خلف القضبان في حال العصيان.

ثم جاءت المرحلة الثانية وهي التخلص من الخصوم من العائلة المالكة بطريقة غير دموية وهو ما كان خلال وضع عدد من الأمراء قيد الإقامة الجبرية في فندق "ريتز كارلتون" بالرياض وهو الفندق الذي حل به ضيفاً دونالد ترمب وهي إشارة رمزية أراد كل من ترمب والأمير الشاب إيصالها للرأي العام في العالم أن ترمب يدعم ما يريد أن ينفذه بن سلمان. ثم ستبدأ المرحله الثالثة وهي اعلان الأمير ملكاً ثم شن حرب على وكلاء إيران بالمنطقة التي تتهمها الرياض بأنها وراء الإرهاب في منطقة الشرق الأوسط. وإذا حدث هذا السيناريو فإننا أمام إعصار أو طوفان كبير سيرسم خريطة الشرق الأوسط حسب ما رسمتها مستشارة الأمن القومي الأميركية السابقة كوندوليزا رايس أنه لا بد من رسم خريطة جديدة للشرق الأوسط تراعى فيها الأقليات والطوائف وهذا ما يقود المنطقة إلى حرب طويلة الأمد على غرار البلقان وقد تقود المنطقة إلى حرب طاحنة نعرف بداياتها ولكن لا نعرف نهاياتها.

ولكن هناك حلف يتمثل الآن من إيران وتركيا قد يشكل علامة فارقة في النزاع اليوم ولا يعرف أين تقف روسيا من هذا الصراع المستقبلي لأن لروسيا مصالح مشتركة مع كل من الحلف التركي-الإيراني والحلف السعودي ولا يمكن الاستهانة بالحلف التركي- الإيراني الذب لديه تراسانة كبيرة جداً من الصواريخ التي يصل مداها إلى أكثر من 2500 كلم. كما أن"حزب الله" لديه آلاف الصواريخ التي يمكن أن تكسر معادلة الصراع مع إسرائيل وإحداث أثر مدمر على البنية التحتية الإسرائيلية التي قد تشعل ربيعاً عربياً آخر. يبدو أن الهدف من الحرب هو لرفع سعر النفط لحصول دول تعاني ميزانياتها من عجوزات كبيرة على إيرادات أكبر. ولكن النتائج المدمرة التي لا يمكن توقعها أن التغيير سيطال دولاً كثيرة منها السنية والشيعية.

فعند بدء الصراع بين إسرائيل وحلفه من عدة دول عربية قد تصل نيران الحرب إلى صدام مباشر بين طهران والرياض في اليمن عبر قوات من كلا الدولتين.وقد يصل الأمر إلى قيام الرياض بتأسيس حلف شبيه بتلك القوات التي أخرجت العراق من الكويت في العام 1990. وهذا يعني طرد القوات الإيرانية وحلفها من سوريا والعراق وقد يتم الاستعانة بالقوات الأميركية لتعطيل العملية السياسية فيها كون واشنطن تعترف علناً بأنها خسرت الحرب في سوريا لصالح إيران وروسيا. وفي حال قيام العراق بالوقوف مع إيران أو الحياد فقد تلجأ إسرائيل ومعها الولايات المتحدة لتحريك الأكراد في العراق وسوريا وإيران. وبذلك يصبح الوضع مهيأ لحرب أهلية في سوريا والعراق.

يبدو أن عهد "الحزم والأمل" في السعودية قد تصل تداعياته إلى كافة دول المنطقة عبر لعبة شطرنج لا يمكن أن ينهيها من يبدؤها أولاً. فلكل طرف في الصراع لديه من السلاح ما يجعل أمد الحرب طويلاً، يفضي إلى قيام كيانات إرهابية على تخوم وحدود دول قائمة حالياً. ما يعني أن يعيش الشرق الأوسط الأعوام القادمة في أتون الحروب والخراب والإرهاب من جديد ومزيد من الاستنزاف للموارد المالية والاقتصادية والبشرية والعسكرية.

newsletter